عندما نلتقي في ساحة غراند بلاس في المكان الذي تنصب فيه شجرة عيد الميلاد المضيئة سوف يكون يوماً عادياً مثل كل الأيام التي تظني أنها أيام حزينة أخرى وفي المقابل سوف تكون هناك شجرة حقيقية غير مضاءة إلكترونيا تقف سعيدة تقول لك أنها تحبك، وعليك أن تبقي سعيدة لعدة دقائق ثم نذهب لمقهى قديم، يخدم فيه نادل من أصل جزائري أقول لك: لا يروق لي مشروب الشوكلاتة ثم أدخن، وأنت تضحكين مرة أخرى ولأن كل شيء يسير بارتباك ظاهر أخبرك أن خلف الزجاج سيدة تشير إليك لكنها لا تشير إلى شيء واضح... نضحك، ثم ولأن كل شيء يحدث للمرة الأولى أسألك عن الطقس وأتحسس الطاولة الخشبية. سوف نقول أشياء عن سوداوية كافكا التي تناسب هذا العالم وأشياء أخرى عن عذوبة صوت الفتاة التي أدت دور كوكو شانيل وربما لو كان هناك وقت سوف أدخن مرة أخرى ونتذكر أشياء محزنة وقعت للأكراد في عهد الرئيس صدام حسين ثم أقول لك أني أحب أن أعبر عن آرائي السياسية وإذا شعرت أنك منزعجة لأن ليس لك علاقة بموت ثلاثة من رجال البيشمركة أقلد لك طريقة جدتي عيدة في الكلام حينما يغضبها شيء ولا يخطر على بالي أتفه من هذا! وفي كل هذا لمرات قليلة أنظر لعينيك دون أن تنتبهي أقول لنفسي وأنا أشعر أن علي فعل شيء لك، أنك جميلة وعلي أن أقبل عينيك في المساء عندما نكون قد عبرنا ساحة غراند بلاس وتوسطنا ممراً فرعياً مرصوفاً بأحجار الجرانيت تكون يدك ممسكة أختها بطمأنينة وظفر أصبعك السبابة يؤلم باطن كفي قليلاً؛ لأن طرفه مكسور ولا أقول شيء لأننا اختلفنا بحدة عندما سألتك عن الميتافيزيقا ثم ضحكنا لأن كل شيء مهيأ أن يذهب للجحيم وأقول لك مرة أخرى وأنا أنظر لنجمة تتحرك في السماء ببطء أني أحب عينيك ولا يمضي وقت طويل حتى نختلف، لكننا كنا مرحين هذه المرة. أقول لك أن النجمة مضاءة إلكترونياً ثم أفكر أنه لا يمكن أن يكون هناك سلك إلكتروني بهذا الطول وربما أدخن لمرة أخرى، لأكون أكثر شاعرية أنظر لعينيك، لأني أحبهما بشكل ظاهر هذه المرة أريد أن ألمسهما هذه المرة أقول لك بتردد أن هناك شيئاً عالقاً على رمشك وحتى بعد أن تمسحيه أقول لك مؤكداً أن هناك شيئاً عالقا على رمشك وعندما يتأخر الوقت، ونرى النادل يغلق باب المقهى تطلبين مني أن أرقص رقصة لا أعرف اسمها لكني لا أعلق وأقول لك غني أغنية باللغة الفرنسية أو قلدي الفتاة التي أدت دور كوكو شانيل ثم بعد أن تنظري لمكان بعيد تغنين بعفوية أغنية من التراث العربي إلا أني لن أعرفها، ولكن أحاول أن أجاريك في الإيقاع ولأن غناءك جيد، تغفو نجمة حقيقية وهي مطمئنة ويشعر باب ألحانة القريبة بالخفة، ويقول لنفسه أن هذا هو أفضل يوم له في العمل. وفي المقابل سوف تكون هناك شجرة حقيقية غير مضاءة إلكترونيا تقف سعيدة تقول لك أنها تحبك، وعليك أن تبقي سعيدة لعدة دقائق. لأجل كل هذا عليك أن تقولي لكل شجرة حقيقية تمرين بها أنك تحبينها، ولو كان هناك متسع من الوقت غني لها أغنية من التراث العربي.