مدخنة بشراهة ! * مشكلتي قد تبدو بسيطة ولكنها أثرت على حياتي بصورة كبيرة، أنا سيدة في الخامسة والثلاثين من العمر ، متزوجة ولدّي ثلاثة أطفال وعلاقتي بزوجي أكثر من جيدة لكن هذه المشكلة خلقت كثيراً من المشاكل بيني وبينه. مشكلتي هي التدخين. لقد بدأت التدخين عندما كنتُ طالبة في الجامعة مُجاراةٍ لصديقاتي وكنت أعتقد بأني سوف أتركه بعد فترة قصيرة ، لكن تعلّقت به وأصبحت لا أستغني عنه. أدخن كثيراً عند الإمتحانات و أصبحت السيجارة رفيقتي في كل أزمة أو مشكلة أمرّ بها. وعندما أنتهيت من الجامعة وبدأت العمل قلتُ بأني سوف أترك التدخين ، لأن المجتمع الذي أعمل فيه ، يعتبر التدخين أمراً سيئاً جداً ، لذلك كنت أحرص على ألا يعرف أحد في العمل عن تدخيني. في المنزل كنتُ أدخن دون أن يعلم أحد بذلك ، لكن لا يمكن إخفاء مثل هذا الأمر لفترةٍ طويلة ؛ والدتي شكّت في سلوكياتي و أستخدامي البخور بشكلٍ مستمر ، وفي إحدى الأمسيات دخلت عليّ – كنتُ أعتقد بأنها نامت – ووجدت السيجارة في يدي ، وصُدمت بشكلٍ كبير ، وطلبت مني ترك التدخين بصورة عاجلة قبل أن يعرف بذلك أبي المتشدد في موضوع التدخين مع أخواني الذكور ، فكيف بابنته؟. واعدتُ والدتي بأني سوف أترك التدخين ، وحاولت ولكن لم استطع . اصبحت أكُثر من الذهاب عند صديقاتي المدخنات و أحرص على أن لا أترك أي أثر للتدخين ؛ أستخدم العطور و النعناع حتى لا يترك أي أثر من التدخين ، لكن هذه الحيل لم تنطلي على والدتي ، وغضبت مني و قالت لي بأن أبي لو علم سوف يكون مصيري سيئاً جداً ، خاصةً وإننا عائلة محافظة ولايوجد من يُدخّن في عائلتنا إلا أنا. حاولت أن أترك التدخين لكن كان ذلك فوق طاقتي. عندما تقدّم زوجي الحالي لخطبتي ، قررت أن أترك التدخين ولكن توقفت عدة أيام وعدتُ مرةً أخرى!. وفي فترة الخطبة كنتُ أحرص على ألا يشم زوجي أي رائحة تدخين ، خاصةً هو من أعداء التدخين!. وقعت في حيرة خاصةً بعد الزواج. في يوم من الأيام أخبرته بأني أدخّن فلم يُصدّق و أعتبرها نكتة!. أكدّت له بأني فعلاً أدخنّ وأني حاولت التوقف عن التدخين عدة مرات ولكني لم استطع وطلبت منه أن يُساعدني. حبه لي كان كبيراً ، وكنتُ أنا أيضاً أحبه كثيراً ، وقلت من أجل هذا الحب وحتى تستمر حياتنا الزوجية بشكلٍ سعيد ، طلب مني التوقّف فعلياً عن التدخين ، وبينّ لي مضار التدخين – التي أعرفها أنا جيداً – و قال بأنه سوف يُساعدني. خلاصة القصة أني عجزت عن ترك التدخين. أصبحت أدخن في السر ، ومع صديقاتي المدخنات ، وحين يسألني أجيبه بأني تركت التدخين ، ولكن حينما طلب مني أن أصدقه القول وأقول له الصراحة ، أعترفت بأني لم أستطع ، كانت هذه مشكلة كادت أن تعصف بزواجنا وكنت حاملاً في طفلي الأول. ووعدته من أجله ومن أجل طفلنا بأني سوف أترك التدخين ، ويبدو لي الأمر سهلاً ولكني عجزت فعلاً عن ترك التدخين ، حتى و أنا حامل! لم يعد يسألني ، لكن أرى نظرات عدم الرضا في عينيه ، لذلك أحاول أن أعوضه بأشياء أخرى ليرضى عني ، وأخبرني بأنه يحبني ولا يُريد لي أن أدمّر صحتي بالتدخين ، وكذلك صحة الجنين. في الليل عندما ينام أدخل دورة المياه و أبكي بحرقة و أتمنى أن يساعدني الله في ترك التدخين ، ولكن لا أعرف كيف أترك التدخين؟ حاولت عن طريق اللصقات وعن طريق الأدوية ولكن للأسف لم أستطع. هذا الأمر جعلني مُكتئبة ، وهذا يجعلني أدُخّن أكثر ، وبالتالي تزداد المشاكل مع زوجي. لا أعرف كيف أترك التدخين ، أشعر بأن التدخين يُريحني ، و انني أدخّن رغماً عني ، لو تركت التدخين لفترة قصيرة أصبح عصبية ويتأثر عملي و يتأثر وضعي في المنزل. الآن لي سنوات وأنا أحاول ترك التدخين ولكني لم افلح . المشكلة الآن أبنائي كبروا و أصبحوا يفهمون ولا أستطيع أن أخدعهم وأخشى أن يراني أحد منهم ، خاصة أبني الأكبر و أقع في ورطة ، لأنه ربما يقول لوالدي أو أخواني أو أي أحد من عائلتنا الممتدة والمحافظة جداً . سمعتُ بأن التدخين ، نوع من الإدمان و أن هناك علاجات ناجحة للتدخين فهل هذا يكون عن طريق العلاج النفسي؟ لأني في وضع نفسي سيء جداً وحياتي أصبحت سلسلة من المشاكل بسبب هذا الأمر ، أرجو إذا كان لديك أي إجابة. ح.ص - لا أقلل من صعوبة ما تمرين فيه من مشاكل بسبب مشكلة التدخين ، و أتعاطف معك كثيراً ، لكن كما ذكرتي في نهاية رسالتك فمادة النيكوتين التي يتكون منها أساساً التبغ ويضاف له مواد كيميائية كثيرة حتى يُصبح في الصورة التي عليها. التدخين مضر بشكلٍ كبير صحياً ، و أنتِ تعرفين ذلك جيداً ، لكنكِ حقيقة أصبحتي مُدمنة على النيكوتين والمواد الكيميائية الضارة جداً التي يتكون منها الدخان. السيجارة تحوي آلاف المواد الكيميائية الضارة ، و يتسبب التدخين في وفاة أكثر من أربعة آلاف شخص في الولاياتالمتحدة ، وقد قامت معظم الحكومات في العالم بشن حربٍ شعواء على التدخين ومحاولة منعه في أي مكان تضييقاً على المدخنين ومحاولة جعلهم يُعانون من النبذ الاجتماعي في أي مكان. أنتِ وضعك أسوأ ؛ فأنت الآن أم لأطفال سوف يرونك آجلاً أم عاجلاً وسوف يتأثرون بسلوكك الذي أنتِ شخصياً غير راضية عنه. ترك التدخين أعرف بأنه ليس أمراً سهلاً ، لكن إذا كانت هناك عزيمة ونية صادقة فقد تتركين التدخين. أعرف أشخاصاًَ تركوا التدخين بدون علاجات أو لصقات. يروي الأستاذ مصطفى أمين وقد كان مُدخناً مدُمناً بشكلٍ كبير على التدخين ، فقد كان يُدخّن 80 سيجارة يومياً ، وفي يوم وهو يدخن سيجارة ، إستاء من التدخين ورمى السيجارة ولم يُكملها وقال سوف أقلع عن التدخين ، وفعلاً كانت تلك آخر سيجارة دخّنها في حياته ، وآخرون كثيرون عملوا نفس الشيء ، توقفوا عن التدخين بنفس الطريقة. فكري جيداً بالفوائد التي سوف تحصلين عليها عند تركك للتدخين ، وأعزمي أمرك ، و إذا عزمتي بشكلٍ حقيقي وفكرتي بالمشاكل التى سوف تتخلصين منها عند ترك التدخين ، و كذلك تأثير ذلك على صحتك ، فأعتقد سوف تستطيعين ترك التدخين. لا تقولي لنفسك بأن الأمر صعب ، هو كذلك ولكن ليس مستحيلاً. إذا شعرتِ بأن الأدوية قد تساعدك فأستخدميها ولكن تكون مع العزيمة الصادقة الحقيقية و تحملي فترة بداية التوّقف ففيها بعض الصعوبة لكن المحصّلة النهائية لترك التدخين لا تُقّدر بثمن. أعزمي وتوكلي على الله و أدعي الله أن يُساعدك في هذا الأمر و إنشاء الله سوف تتركينه.