يزداد السباق والازدحام على كتابة الشعر، وفي كل يوم يظهر لنا عدد من الشعراء بقصائد تتناثر هنا وهناك عبر وسائل الإعلام الشعبية المختلفة المسموعة والمرئية والمقروءة .. بلاشك وبشكلٍ عام هذا جيد وينم عن ثورة تطويرية في مسار الأدب الشعبي وفي المجال الثقافي، ولكن هل هذا الازدحام وهذا الكم الهائل من القصائد ومن الشعراء أسهم بشكلٍ حقيقي في تطور مسيرة الشعر لدينا على مستوى منطقة الخليج..؟ عندما نقول زحمة شعر، فهذ يدل على أننا لانكاد نرى سوى الشعر في مختلف تلك الوسائل الإعلامية وخصوصاً الشعبية منها طالما نحن نتحدث عن القصيدة الشعبية. ولنأخذ إحدى تلك الوسائل الإعلامية كشريحة واحده من شراح إبراز تلك الإزدحامات ولتكن القنوات الفضائية الشعرية التي أخذت تملأ الفضاء ، حيث أصبح المتابع يتعب ويمل وهو يتنقل بينها لعله يجد مايرقى بذائقته ولكن دون جدوى .. عملية الازدحام تلك بدأت كما أسلفت تطفوا على السطح كثيراً خصوصاً في ظل وجود الفضاء الإعلامي المفتوح بتلك القنوات التي أصبحت تظهر بشكلٍ كبير وبالعدد الكبير من الشعراء. هناك ايضاً المواقع الشعرية والمنتديات المتعدده التي أبحت مرتعاً ومتنفساً مهماً لك شاعر، أسهمت بلاشك في زحمة الشعر وتزايد السباق على كتابته دون النظر لجودته ورقية، وبالطبع هذا دليل على أن قيود النشر باتت غير موجودة كما كانت في السابق أبان النشر الصحفي لأن الجزء الأكبر أتجه إلى النشر الإلكتروني من خلال تكل المواقع والمنتديات. أيضاً بات من السهل أن يصمم أي شخص له موقع أو منتدى ويكتب فيه ما أراد من قصائد ومن هنا نجد أيضاً تلك (الزحمة) وبالتالي بجد الأهم هنا وهو ضياع الذائقة وبالتالي قد يكون هناك انعدامها . المتابع لمايدور على مساحات هذه الساحة الشعبية، يلاحظ الفرق الكبير بين الشعر سابقاً أي فيما بعد الثمانينات الهجرية ومايوجد الآن من خلال روعة الشعر وجودته ومن خلال وجود شعراء مبدعين استطاعوا النهوض بالقصيدة الشعبية وإضفاء طابع الجمال عليها .. لأننا اليوم لانكاد نرى من الجيد الا القليل، إذا ماتمت مقارنته بالقصائد السابقة للشعراء المبدعين الذين أثروا الساحة بإبداعاتهم الشعرية الجميلة. تبقى زحمة الشعر في تصاعد مستمر الآن بالرغم من أننا نكاد نرى الأفلاس الإبداعي إلا في القليل من الشعراء الذين مازالوا يحافظون على العملية الإبداعية في كتابة النص الشعري .. أخيراً : فلق سيف الجفا وجه المعرفه والزمان شحيح وهمٍ طاح في ليلٍ .. قتل لونه وديباجه كتبتك .. والورق ينزف وحرفي هزه التجريح حدود السالفة تبكي وليلك .. يطفي سراجه