صرح اللواء خميس مطر المزينة، القائد العام لشرطة دبي، أن تحريات شرطة دبي تمكنت من القاء القبض على عصابة أوروبية شرقية، استولت على قطع الماس ومجوهرات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 12 مليون درهم، ضمن تخطيط وتنسيق محكم بين عناصرها في دبي والعاصمة الفرنسية باريس. وأوضح اللواء المزينة، في المؤتمر الصحفي الذي عقده في مبنى القيادة بدبي، أن تفاصيل العملية التي أطلق عليها اسم "البرنس" تعود إلى تلقي مركز شرطة نايف بلاغاً من المدعو (ب.س) عربي الجنسية، يعمل موظفاً في إحدى الشركات المتخصصة بتجارة الألماس والمجوهرات، بأن أحد الأشخاص من جنسية أوروبية حضر إلى مقر الشركة في مركز أرض الذهب بمنطقة نايف، وقدم له نفسه باسم كريستوفر، وكان مظهره يدل على الثراء، حيث كان يرتدي خواتم وساعة مرصعة بالألماس والذهب، وأبلغه بأنه مرسل من قبل اصحاب الشركة (م.ع ) ، و(ع.ع) عربيي الجنسية، المتواجدين في فرنسا. وأضاف المدعو (ب.س) أنه سمح لكريستوفر وهو المدعو (ف.ك) بفحص ومعاينة كمية من المجوهرات بقصد شرائها بعدما تواصل مع صاحب الشركة هاتفياً، وأكد له صحة ما جاء على لسانه. وأفاد أيضاً أن (ف.ك) حضر إلى المحل على مدى يومين، وفي اليوم الثالث، حضر في حوالي الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، وكالعادة أخذ يتفحص الألماس والمجوهرات ولكنه في هذه المرة أختار أطقما من الأساور والخواتم والحلقات، بلغ وزنها ستة كيلوجرامات ونصف الكيلو، وقيمتها الاجمالية نحو 12 مليون درهم، ووضعها في حقيبة دبلوماسية ومن ثم لفها بشريط بلاستيكي لاصق وغادر المكان في حوالي الرابعة والنصف عصراً.. وفي السادسة والنصف من مساء اليوم نفسه، اتصل بالمبلغ (ب.س) شخص يدعى (دينيز) من الهاتف الذي يستخدمه المدعو كريستوفر وأخبره بأنه قادم لاستلام الطرد، وعلى الفور اتصل (ب.س) بصاحب الشركة وأبلغه بالمستجدات، وتلقى منه أمراً بتسليم الحقيبة للمتصل. بعد فترة بسيطة حضر (دينيز) وهو المدعو (م.ك) واستلم حقيبة المجوهرات امتثالاً لتعليمات صاحب الشركة الذي سيستلم سعرها في مقر عمله بالعاصمة الفرنسية باريس، ولكن يبدو أن الصفقة لم تكتمل وأخل المشترون بالاتفاق واختفى الكنز الثمين. وأضاف اللواء المزينة أن تحريات شرطة دبي من خلال التنسيق والمتابعة وجمع المعلومات وقراءة مجريات الأحداث، توصلت إلى أن أفراد العصابة في باريس، قد هددت بالسلاح صاحب الشركة وابنه الذي كان ساعتها متواجداً معه، واجبرته على الاتصال بالبائع (ب.س) في المحل بدبي، واشعاره بتسليم المجوهرات للمدعو (م.ك)، وحين تأكدوا من اكتمال العملية واستلام المجوهرات أطلقوا سراحه، فقام على الفور بالاتصال بالبائع وطلب منه إبلاغ السلطات الأمنية في دبي. وقال اللواء المزينة إن القيادة العامة لشرطة دبي بعد دراسة معطيات العملية وزيارة مسرح الجريمة، شكلت من المباحث الجنائية فريق عمل بقيادة اللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري، مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي، وعدد من الضباط وصف الضباط والأفراد المشهود لهم بالكفاءة والخبرة، ووضع فريق العمل خطة محكمة وزع عبرها الأدوار وفعل المصادر حتى تم التوصل إلى معلومات حول مكان تواجد المتهم الأول. من جانبه أوضح اللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي، أن جهود رجال التحريات المكثفة، وخبرتهم العالية في البحث والتحري، مكنت الفريق المختص من تحديد مقر سكن المتهم (م.ك) الذي تسلم الحقيبة من المبلغ، وذلك في أحد الأبراج السكنية بمنطقة أبراج جميرا.. وأعد الفريق كميناً محكماً في نفس المنطقة وتمكن من القبض على المتهم في حوالي الساعة الثانية من ظهر الخامس عشر من ديسمبر، أي قبل أن تمضي 72 ساعة من ارتكاب الجريمة. وبسقوط المتهم الأول وبجمع الاستدلالات تم كشف هوية باقي عناصر العصابة كل من المتهم المدعو (ف.ك) الذي يقطن بمنطقة المارينا، وعلى الفور تم نشر عناصر المباحث الجنائية ، وفي حوالي الساعة الواحدة صباحاً شوهد المتهم بصحبة فرد من العصابة يدعى (ف.ا) يهمان بمغادرة المنطقة بل مغادرة الدولة، فتمت محاصرتهما والقبض عليهما رغم أن المتهم (ف.ا) أبدى مقاومة عنيفة. وأضاف اللواء المنصوري أنه بمواصلة البحث والتحري ومن خلال تفتيش مقري سكن المتهمين تم ضبط المجوهرات المسروقة موزعة بين الشقتين.