متابعة لموضوعنا السابق بالملحق الاقتصادي بالرياض، بعنوان (السوق السعودي بعد إغلاق 9547 ومناطق الدعم المتوقعة) 20 اكتوبر 2014، والذي ذكرنا فيه ان السوق مرشح للارتداد لمستويات تزيد على 10100 نقطة، حيث وصل ل 10350 نقطة، وطالبنا حينها عند هذا المستوى بتوفير سيولة واعادة ترتيب المحفظة. فقد ارتد السوق وقتها اكثر من الف نقطة، ثم عاود الهبوط مجددا، ومن مبدأ ان التاريخ يعيد نفسه وبشكل عام فقد دخل السوق السعودي بموجة تصحيح تميزت بالعنف واتسمت بالسرعة نحو القيعان التاريخية السابقة وصولا لاسعار متدنية لم تشهدها الشركات منذ بضع سنوات، حيث هبط المؤشر العام (TASI) من قمته التي حققها في سبتمبر الماضي عند 11159 نقطة، وصولا لمستوى 7225 نقطة خلال الاسبوع الحالي، فاقدا بذلك اربعة آلاف نقطة بوقت قصير وقياسي، فما استطاع السوق تحقيقه من ارتفاعات خلال سنوات قد خسره بثلاثة اشهر فقط، حيث صحح اكثر من 50% من موجته الصاعدة من 2009 م متأثرا بهبوطات حادّة بأسعار النفط الذي هبط هبوطا مدويا هو الاخر من 115$ كاسرا خانة ال 60$ لسعر البرميل. وقد شهدت آخر جلسات الاسبوع الحالي للسوق (اغلاق اسبوعي ) ارتدادا لمستويات 8300 نقطة، حيث اغلق عند 8320 نقطه والتي كانت تشكّل دعم السوق الرئيسي للاتجاه (الترند) الصاعد من مستويات 4068نقطه عام 2009 م الا ان السوق كسر هذا الدعم(الترند) اثناء هبوطه. لذلك من الطبيعي من الناحية الفنية ان نشهد ارتداد وعوده لاختبار مستويات الكسر، كارتداد متوقع والتي كان لتصريحات وزيري النفط والمالية دورٌ في سرعته وقوته، (بعد تطمينات عن استمرار الانفاق الحكومي ) حيث ارتد السوق اكثر من الف نقطة خلال جلستي تداول فقط. حاليا وبالرغم من الارتداد السريع للسوق بأكمله وبالنسب الخضراء لغالبية الشركات المتداولة، الا ان ماتجدر الاشارة اليه ان هذا الارتداد لايعني انتهاء التصحيح الحالي (موجة الهبوط) حتى يستطيع السوق تجاوز الترند الهابط من منطقة 11 الف تقريبا، والذي تقع مستوياته الحالية عند 9400 تقريبا (مقاومة متغيرة لأسفل )، فمحافظة السوق على منطقة 8300 يرشحه للوصول لمنطقة 8900 -9400 الا ان تجاوز الاخيرة هو الاهم والتي تؤذن بانتهاء التصحيح الحالي وعودة التفاؤل للسوق على المدى الطويل . لذلك وكما جرت العادة فان الهبوطات الحادّة تعقبها موجات ارتدادية تختلف حسب نوعيتها ودرجتها على مايسبقها من هبوط فكل فعل له ردة فعل معاكسة له بالاتجاه الا اننا هنا لانستطيع القول بانها ستكون مساوية لها بالمقدار لاختلاف قانون الاسعار بذلك ! ومثل هذه الارتدادات مغرية جدا للمضاربين بالاستفادة من التذبذبات الكبيرة داخلها وهي فرصة لاتتكرر دائما لهم . اما المتعلقون بأسعار عالية ومع قرب انتهاء السنة المالية التي تعلن فيها الشركات عن قوائمها فيما يخص الارباح وغيرها فانها ستكون فرصة لتوفير سيولة احتياطية، والتخلص من الشركات الخاسرة وتنويع المراكز السعرية حسب استراتيجياتهم في المتاجرة والاستثمار حتى يثبت السوق ان مايحصل هو بداية حقيقية لمعاودة الصعود بتجاوز المنطقة المذكورة، والا فان باب العودة لاستكمال الهبوط مجددا مازال مفتوحا . متمنيا ان يتم تجاوز ماذكر صعودا وان يكون مايحدث (حاليا) هو بداية فعلية لموجة صاعدة وفتح صفحة جديدة مع مطلع العام الجديد 2015 مع بقاء نظرتنا التفاؤلية على المستوى البعيد ايجابية للسوق باذن الله. - ماسبق وجهة نظر فنية ان اصبنا فمن الله وان اخطأنا فمن انفسنا والشيطان ولايلام المرء بعد اجتهاده والله اعلم بالصواب.