شهدت أسواق الأسهم العالمية والعربية هبوطاً حاداً في أسعار الشركات المتداولة والتي ابتدأت أولى شراراتها تظهر قبل عدة أسابيع منذ الشهر الماضي (سبتمبر) فيما ازدادت حدّتها خلال مطلع الأسبوع الحالي. ولعلّ من ابرز الأسباب المؤثرة في ذلك، حاجة السوق الملحة للتصحيح وطرح اكتتاب الأهلي وهبوط النفط وصعود الدولار. ولتسليط الضوء بشكل اكبر على سوق الأسهم المحلي من الناحية الفنية فعلى المدى المتوسط فإن السوق قد ارتفع بيونيو الماضي من العام الحالي من مستويات 9400 نقطه مواصلا الصعود لقمته عند 11159 الشهر الماضي (سبتمبر) لمدة أربعة أشهر على التوالي، وقد كان لعدم وجود عمليات جني أرباح أو تصحيح أثناء هذا الصعود أثره السلبي حيث صحح المؤشر العام (TASI) كامل الموجه بحدود 1800 نقطة. والارتداد من منطقة 9400 والتي تعدّ دعما مهما للفترة الحالية حيث إنها تشكّل الترند (الاتجاه) الصاعد من مستوى 6400 نقطة إضافة إلى أنها قاع (يونيو الماضي) لذلك يستوجب على السوق المحافظة عليها وإلا سيضطر لاختبار المنطقة الأهم للاتجاه الصاعد والموجه الرئيسية التي بدأها منذ منتصف 2009 من القاع 4068 نقطة (محققا بذلك ارتفاع وقدره 172%) والذي يقع دعمها الحالي عند مستويات 8300 نقطة (دعم متغير للأعلى). فبالرغم من الهبوط الذي تعرض له السوق إلا انه مازال يحافظ على موجته الصاعدة منذ ست سنوات، لذلك يعتبر هذا التصحيح مازال في الحدود الطبيعية (فنيا) رغم عنف الطريقة التي اختارها للهبوط والتي كانت هناك عدة عوامل تقف خلفها سبق أن ذكرناها ببداية المقال. ومما يجدر بنا أيضا دراسة الشركات المؤثرة على حركة وقيم المؤشر العام ومنها شركة سابك التي تعدّ الشركة الأم لقطاع البتروكيميكل والتي ترتبط مع أسعار النفط بشكل كبير ومباشر من حيث منتجاتها. فسهم سابك قد صعد في موجه فرعية من مستوى 90 ريالاً في أغسطس 2013 وصولا ل136.50 ريالا الشهر الماضي (سبتمبر 2014) وقد صحح ما نسبته 61% فيبوناتشي من هذه الموجه حيث ارتد من 106.75 ريالات، وهنا فلابد للسهم من العودة فوق 112 ريالا، والمحافظة عليها مجددا وإلا فأي كسر مستقبلا ل 106 سيقود السهم لكسر حاجز ال100 ريال والوصول لمستوى 97 ريالاً الذي يعتبر منطقة دعم حيث يشكل نسبة 161% من الصعود من 112.25 وكذلك نسبة 38% من كامل الموجه الصاعدة من 2009 عند قاع 33 ريالاً تقريبا. وبشكل مختصر فإن استمرار عمليات الضغط والتراجع على أسعار النفط ستقود السهم للهدف المتوقع 97 ريالا والذي بدوره سيضغط على المؤشر العام لكسر 9400 والاتجاه للدعم الأساسي عند 8300 الذي سبق الحديث عنه، وبما أن الأسواق العالمية وأسعار النفط تمر بحالات ارتداد حاليا، ولذلك كان متوقعا افتتاح السوق مطلع الأسبوع على ارتداد للأعلى قد يمتد لمستوى 9900-10100 تزيد أو تنقص. ولابد من إعادة التفكير مجددا بترتيب المحفظة والاحتفاظ دائما بسيولة احتياطية علما أن الهبوطات الحادة بأسعار النفط من غير المتوقع أن تعاود الارتفاع لحاجز 100 دولار على المدى القريب، وأي كسر لخانة الثمانين دولار قد تضغط على الأسواق وزيارة المناطق المذكورة سابقا خاصة أن السلبية مازالت واضحة على تحركات النفط الحالية، كما أن هناك معطيات ايجابية ينتظرها السوق منها دخول المستثمر الأجنبي -أثر البنك الأهلي على المؤشر العام- هبوط أسعار العقار وركوده- تفاعل القطاع البنكي مع بدء تداول الأهلي، وماسبق هو وجهة نظر شخصيه مبنية على أسس ومعطيات فنية. *محلل فني لأسواق المال