منع مقاتلون حوثيون العميد الركن حسين ناجي هادي خيران الرئيس الجديد لهيئة الأركان العامة اليمنية من الدخول أمس إلى مبنى وزارة الدفاع في استعراض جديد للقوة بعد يوم على اتهام الجماعة المسلحة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بتسهيل الفساد ومطالبتها بمراقبة الإنفاق الحكومي. ويزيد تصاعد التوتر بين الحوثيين - الذي يسيطرون على العاصمة صنعاء - وهادي المدعوم من الولاياتالمتحدة من احتمال مواجهة مفتوحة بينهما بعد أشهر سعى خلالها الرئيس اليمني إلى إرضاء الجماعة. وقال عبدالملك الحوثي زعيم الحوثيين في خطاب ألقاه على مجموعة من الزعماء القبليين في معقله في صعدة بشمال اليمن مساء أمس الأول إن هادي "كان يتصدر قوى الفساد" في البلاد. وقال "الرئيس عبد ربه منصور هادي كان خلال الثورة الشعبية والتصعيد الشعبي يتصدر قوى الفساد في الإساءة إلى الشعب اليمني" مشيرا إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي كانت تقودها جماعته قبل سيطرتها على العاصمة. وتابع "أنا هنا أقول له شعبنا اليمني صحيح شعب عظيم ومتسامح وكريم ولكنه لن يبقى متغاضيا إلى ما لا نهاية".. وكان يتحدث إلى شيوخ قبائل خولان التي أيدت جماعته منذ البدايات وحتى صعودها. وردا على هذه الاتهامات قال مسؤول كبير في مكتب الرئيس إن الخطاب يظهر أن الحوثيين الذين اخترقوا مؤسسات الدولة منذ استيلائهم على صنعاء في سبتمبر الماضي يخططون لإسقاط الحكومة و"استكمال السيطرة على الدولة". وأضاف المسؤول مشترطا عدم نشر اسمه "الخطاب كان خالي حتى من لغة التخاطب السياسي مع رئيس الدولة وبالتالي نتوقع أن يكون لدى الجماعة مخطط آخر شبيه بمخطط إسقاط صنعاء". وقال الحوثي إنه تم تشكيل لجان لمتابعة عمل الوزارات بعد سقوط صنعاء وإنها كشفت محاولات بعض المسؤولين تقاسم مليارات الريالات الفائضة بميزانيات بعض الوزارات خلال عملية الجرد السنوي التي تجري هذه الأيام، ولم يذكر أسماء هؤلاء المسؤولين. كما طالب أيضا بضرورة "أن تخضع ميزانية 2015 لمراجعة دقيقة وذلك حتى لا تكون أيضا دعما إضافيا وهائلا للفاسدين والعابثين". ودعا لأن تسلم الحكومة الأجهزة الرقابية "للثوار ليراقبوا ويتابعوا ويتأكدوا حتى لا تضيع أموال هذا الشعب". وأضاف "محاربة الفساد مسألة أساسية لا محيد عنها نهائيا". وقال علي سيف وهو محلل سياسي يمني إن خطاب عبد الملك الحوثي يشير إلى مواجهة وشيكة مع السلطات. وأضاف أنه لا أحد يعرف على وجه التحديد إلى أين ستقود البلاد. وقال شهود إن مقاتلين حوثيين منعوا العميد الركن حسين خيران رئيس هيئة الأركان العامة الذي عينه هادي في الأسبوع الماضي على الرغم من معارضة الحوثيين من الدخول إلى مكتبه. وللجماعة الشيعية صلات وثيقة بإيران. وقد سيطرت على صنعاء بلا مقاومة تقريبا يوم 21 سبتمبر ومدت نفوذها منذ ذلك الحين إلى الجنوب والغرب من العاصمة حيث واجهت مقاومة من القبائل السنية وتنظيم القاعدة. وأمنيا، قتل 25 شخصا بينهم طالبات وأصيب العشرات في هجوم بسيارتين مفخختين استهدفت تجمعات للحوثيين مساء أمس في مدينة رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن. وقالت مصادر محلية أن سيارة مفخخة انفجرت مستهدفة نقطة للحوثيين على الخط العام بين مدينة البيضاء ورداع أثناء مرور حافلة تقل طالبات مدرسة، وبعدها بدقائق انفجرت سيارة أخرى أمام بوابة منزل القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام والمتعاون مع الحوثيين عبدالله إدريس، ما أسفر عن مقتل 25 شخصا بينهم 15 طالبة و 10 من المارة حسب موقع وزارة الدفاع، في حين قال الحوثيون أن الهجومين أسفرا عن مقتل 20 طالبة و 10 من المارة. ولم يعرف عدد القتلى في صفوف جماعة الحوثي التي دائما لا تفصح عن عدد الضحايا من مقاتليها. واتهم موقع وزارة الدفاع تنظيم القاعدة بالوقوف وراء الهجوم. وسبق أن هاجمت القاعدة في أكتوبر الماضي بسيارة مفخخة منزل إدريس أثناء اجتماع للحوثيين فيه ما أسفر عن مقتل أكثر من خمسين شخصا.