توفي هذا العام الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم (1993-2014) الذي صدر له أول مرة ديوان "مواكب الشمس" (1958) من الناصرة، وتوزّعت أعمال سميح القاسم ما بينَ الشعر والنثر والمسرحية والرواية والبحث والترجمة. طبعت معظم أعماله ما بين الناصرة وعكا وحيفا والقدس بينما طبع خارج فلسطين أول ديوان في بيروت "سقوط الأقنعة" (1969). إذ عرفت أشعاره في حناجر خليجية في الربع الأخير من القرن العشرين. الحلقة الرابعة. ولا يمكن نسيان نماذج باتت من أرشيف الغناء الفلسطيني مواكبة تلك التحولات السياسية في القرن العشرين ومنها الغناء الحماسي عند محمد عبدالوهاب "أخي جاوز الظالمون المدى"(شعر علي محمود طه)، ولأم كلثوم "طريق واحد" (1967) (شعر نزار قباني) من تلحين عبد الوهاب نفسه ونشيد "إنا فدائيون" (شعر عبد الفتاح مصطفى) لحنه بليغ حمدي، وصورة غنائية كتبها الشاعر علي مهدي بعنوان "ثلاثة إخوة من دير يس"(1961) للسيدة وردة من لحن عبدالعظيم محمد كذلك قدم عبدالحليم حافظ من شعر عبدالرحمن الأبنودي "المسيح" (1967) لحنها بليغ حمدي. " على أرضها طبع المسيح قدمه على أرضها نزف المسيح ألمه في القدس في طريق الآلام .. وفي الخليل رنت تراتيل الكنايس في الخلا صبح الوجود انجيل.." وعلى صعيد آخر، فإن فلسطين لها ذاكرة لا تفنى في الأعمال الرحبانية التي توالت منذ عام 1955 بطلب من الإذاعة المصرية ثم لم تقف الأعمال تأليفاً وتلحيناً وأداءً حتى عام 1970 ثم جددت فيروز أجمل الأناشيد الفلسطينية – منتزعة من صور غنائية منسية- مع زياد الرحباني في حفلاتها خلال الربع الأخير من القرن العشرين: "سنرجع" و"يا جسراً خشبياً" و"جسر العودة". "سنرجع يوماً إلى حينا ونغرق في دافئات المنى سنرجع مهما يمر الزمان وتنأى المسافات ما بيننا " لكن أنجز الأخوان رحباني وفيروز سلسلة رائعة من الأعمال تنوعت بين الصور الغنائية والأناشيد باتت في طيّ المنسي والمهجور هي من عيون الأعمال الرحبانية بين نهاية الخمسينيات وفترة الستينيات سواء في أنواعها الوصفية أو الحماسية أو الدرامية مثل الصورة الغنائية.