توفي هذا العام الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم (1993-2014) الذي صدر له أول مرة ديوان "مواكب الشمس" (1958) من الناصرة، وتوزّعت أعمال سميح القاسم ما بينَ الشعر والنثر والمسرحية والرواية والبحث والترجمة. طبعت معظم أعماله ما بين الناصرة وعكا وحيفا والقدس بينما طبع خارج فلسطين أول ديوان في بيروت "سقوط الأقنعة" (1969). إذ عرفت أشعاره في حناجر خليجية في الربع الأخير من القرن العشرين. الحلقة الثالثة. نالت بعض القصائد أكثر من تجربة تلحينية مثل: "ليلى العدنية" من مجموعة "أم الجدائل" (1984)، ما بين الملحن محمد باقر (سجلت بصوت سلمان زيمان) والملحن خالد الشيخ الذي أعدّ اللحن وتغنى به في جلسات ولقاءات تلفزيونية ولم يسجّل بصفة نهائية. كذلك حوراية "زنابق لمزهرية فيروز" وضع لها خالد الشيخ لحنا وتغنى به مع رجاء بلمليح من مجموعة "العب العب" (1989) وسبقه الملحن يوسف الغانم وسجلته نجمة عبدالله عام 1987. وقد كانت قصائد هؤلاء الشعراء بالإضافة إلى سميح القاسم، أي توفيق زياد ومحمود درويش وعز الدين المناصرة تجربة اختبار لحنية وغنائية لفرقة أجراس كما هي تجربة شعر محمود درويش عند خالد الشيخ في أعمال عدة. ورغم أن هؤلاء الشعراء عرفت قصائدهم في تجارب لحنية وغنائية عربية، ما بين السبعينيات والثمانينيات، منذ الشيخ إمام مروراً بمرسيل خليفة وخالد الهبر وأحمد قعبور في لبنان وجعفر حسن من العراق وسعيد المغربي من المغرب طبعاَ. ثم بروز فرقة العاشقين وريم بنا في فلسطين تمركزت في التجارب الغنائية معظم النصوص المختارة التي تتناول مسألة المقاومة والرفض للاحتلال والتهجير والإبادة. ولم تغب القضية الفلسطينية في نصوص شعرية لشعراء عرب باتساع المنطقة العربية كلها. إن مواضيع القضية الفلسطينية شرعتها هزيمة الحرب العربية الإسرائيلية (1948) – تعرف بسردية النكبة في الثقافة العربية- ثم تأسيس دولة إسرائيل (1949). بالإضافة إلى مذبحة دير يس (1948) ثم هزيمة الحرب العربية الإسرائيلية (1967) –تعرف بسردية النكسة- ثم اتفاقية القاهرة (1969) – أي: تشريع الكفاح الفلسطيني المسلح- التي أدت إلى عمليات اغتيال أفضت إلى مذابح وحروب ضد – أو بسببهم- الفلسطينيين سواء في الأردن (1972) – سردية أيلول الأسود- أو في لبنان الحرب الأهلية (1974)، ومذبحة صبرا وشاتيلا (1982). ووصولاً إلى انطلاق المعارضة الشعبية (1987)– سردية ثورة أطفال الحجارة أو سردية الانتفاضة- وصولاً إلى هزائم باردة تمثلتها اتفاقية أوسلو 1997. ففي كل تلك الأحداث السياسية هناك شتات فلسطيني مستمر حتى الآن.