من المؤسف جداً أن يخرج لنا البعض لتبرير التصرفات المشينة والخارجة عن الذوق العام من قبل بعض اللاعبين الأمر الذي يجعل هذا اللاعب او ذاك يتمادى في تكرار مثل هذه الأخطاء نظير ما يجده من دلال من المسؤولين، وعلى رأسهم رئيس النادي والقائمين على المراكز الإعلامية من خلال إصدار البيانات وطلب الاستئنافات الواهية التي تبرر التصرف الأرعن بعد إصدار عقوبة، خذوا على سبيل المثال ذلك التصرف المشين من حارس الاتحاد فواز القرني حينما بصق (أعزكم الله) على زميله في الفريق المدافع محمد قاسم في لقاء التعاون على ملعب مدينة الملك عبدالله ببريدة في (دوري عبداللطيف جميل). هذا التصرف المخجل ظهر عبر القنوات الفضائية ليشاهده الجميع من المتابعين والنقاد والجماهير بمختلف ميولها خلف الشاشات ناهيك عن الحاضرين داخل ملعب المباراة الأمر الذي جعلهم ينكرون ويرفضون هكذا تصرف مشين صادر من لاعب كان الأولى به ان يكون مثالا وقدوة حسنة داخل الملعب. القرني ورئيس النادي إبراهيم البلوي ومدير المركز الإعلامي جمال عارف ظهروا عبر القنوات الفضائية ليبرروا التصرف بطريقة لا تقبل التبرير مؤكدين أن هذا التصرف ليس المقصود به اللاعب الخصم في المشهد، وإنما كان البصق على الأرض بدليل أن اللاعب مبتعد ولم يعلم بذلك، فلو كان البصق على الأرض، فهل سيكون رأس اللاعب مرفوعا كما هو موضح لنا عبر الشاشات أم العكس؟! تصرف القرني قوبل بالعقوبة المستحقة من لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي تمثلت في إيقافه أربع مباريات الأمر الذي جعل الإدارة تصدر بيانا مطولا تستنكر فيه العقوبة وتطلب الاستئناف ضد القرار بدلا من الاعتراف بالخطأ وإصلاح الحال المرفوض. إذا أردنا لرياضتنا التطور والرقي، فعلينا الاعتراف بالأخطاء بعيدا عن المجاملات والتبريرات الواهية التي لا تخدم الصالح العام، والابتعاد كل البعد عن الاستخفاف بالآخرين لأن هذا الاعتراف ليس عيبا، بل بداية لتصحيح المسار الخاطئ للوصول للهدف المنشود الذي يسعى إليه كل محب لرياضة الوطن الغالي، أما إذا أردنا أن نواصل المسيرة في مؤخرة الركب الذي تعيشه رياضتنا نظير المكابرة والتعالي والتعصب وتبرير الأخطاء والدلال الذي يعيشه اللاعبون لدينا إضافة إذا افتقدنا الفكر الاحترافي الكروي الذي نجد كل مقوماته حبرا على ورق فقط من دون تطبيق، ناهيك عن الإخلاص المتبدد ضمن ادراج الرياح، فمن يعيش في ملايين الريالات لا يمكن له أن يعطي الأهمية لبطولة خارجية مكافأتها 100 الف أو200 ألف من الريالات، والفرق واضح وصريح بين جيل الثمانينات المخلص، والجيل المفلس الذي لم نر منه الا القهر والابتعاد عن البطولات. همسة أيها الاتحاديون المخجل في بيانكم أنكم ذكرتم فيه أن البصق لم يكن على المنافس، وهذا معناه عندكم أن البصق المنكر لابد أن يكون على المنافس، أما من قبل أعضاء الفريق فهو مقبول لديكم كونه شأناً داخلياً وفق ما جاء في بيانكم، فعلاً شر البلية مايضحك.