يقول ألبرت آينشتاين:"لا أعلم بأي الأسلحة سيكون القتال في الحرب العالمية الثالثة،، ولكني أعلم أن الحرب العالمية الرابعة ستكون بالحجارة والعصي!!". مقالة اليوم تستعرض عدداً من مشاريع تطوير الأسلحة الخيالية والتي قد نراها في حروب المستقبل. بداية هل سمعتم عن المدفع الشمسي (Sun Gun)؟ للإجابة ننطلق إلى ألمانيا في العام 1932م حيث كان العالم (غيرمان أوبيرت) يضع التصاميم الأولية للمدفع والذي تقوم فكرته على استخدام أشعة الشمس المركزة لإحراق مدن الأعداء. وتبنت القيادة النازية الفكرة لاحقاً واستهدف المشروع تطوير مرآة ضخمة بقطر 1.5 كلم وتركيبها في الفضاء لتتمكن من ضرب الأهداف الأرضية. وكان من المخطط أن يستغرق التنفيذ عدة سنوات بيد أن المشروع انتهى بعد انتصار الحلفاء وانتقل العالم الألماني بأبحاثه لأمريكا وعمل بوكالة الفضاء ناسا. مازلنا بألمانيا ولكن مع (المدفع الهوائي) الذي صممه العالم (نسيبر ماير) والقائم على إطلاق دوامات هوائية مضغوطة في شكل حلقات مركزة قادرة على سحق طائرات الحلفاء في الجو. وفي النماذج الأولية استطاع المدفع بدواماته الهوائية أن يكسر الألواح الخشبية من على بعد 150م. ولم يكتمل المشروع لأن القوات النازية اكتشفت أن الدوامات الهوائية تفقد قوتها عند إطلاقها في الجو فتكون عديمة الفعالية بوجه الطائرات. ويرى البعض أن هذه الأبحاث والمعدات التي نقلت لأمريكا بعد الحرب كان لها دور كبير في التفوق الأمريكي في الأسلحة القاتلة باستخدام الموجات الصوتية. وجهتنا التالية هي الاتحاد السوفيتي أيام الحرب الباردة. طور السوفييت سلاحاً يسمى الخلد الحديدي (Iron Mole) والذي يقوم بالحفر ومباغتة الأعداء بالوصول إليهم من تحت الأرض !! قام المشروع على تصاميم صودرت من مراكز الأبحاث بألمانيا النازية وتم بناء مقر سري لتطوير السلاح في شبه جزيرة القرم. وفي عام 1964 أجري أول اختبار على اسطوانة مصنوعة من التيتانيوم بطول 35 م وقطر 3 م وقادرة على نقل طن من الأسلحة وخمسة عشر جندياً ناهيك عن طاقم القيادة. واستطاعت المركبة المعتمدة على محرك شبيه بالمحركات المستخدمة في الصواريخ النووية أن تتوغل مسافة 15 كلم تحت الأرض وتدمر مقراً للأعداء. ولكن وفي الاختبار الثاني انفجرت المركبة تحت الأرض ولقي جميع من بالمركبة مصرعهم ليتم إنهاء هذا المشروع حسب ما هو معلن!! وننتقل إلى أمريكا ففي عام 2011م وقع البنتاغون وشركة بوينغ اتفاقية لتطوير أسلحة الليزر عالية الطاقة. ولتبسيط الصورة فبالتقنيات الحالية يمكن إنتاج أشعة ليزر بقوة 10 كيلو واط والتي تستطيع اعتراض طائرات الدرونز بدون طيار. ومؤخراً نجحت شركة بوينغ في تطوير أشعة ليزر بقوة 30 كيلو واط والذي يستخدم في قطع المعادن ويمكن استخدامه لاستهداف الطائرات والصواريخ وتقطيعها إرباً إرباً. ومن مزايا سلاح الليزر دقة تصويب الهدف، سرعة الوصول والإصابة، عدم تطلبها لصيانة كبيرة ناهيك عن القدرة على قنص أهداف على مسافات بعيدة قد تصل لعدة كيلومترات. ومن المخطط مستقبلاً تطوير أشعة ليزر بقوة 100 كيلو واط!! وأخيرا، فعندما يشدد الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) على ضرورة تقليل اعتماد بلاده على التكنولوجيا الأجنبية، فيذكرنا ذلك بأنه طالما ظلت الدول العربية والإسلامية تعتمد بالكلية على غيرها في صناعة الأسلحة الاستراتيجية فسيصعب عليها تحقيق الاستقلال الكامل في قراراتها وفي قضاياها المصيرية.. ولا سبيل لنا غير تطوير قدرات ذاتية في التقنية والعلوم والتصنيع تمهيداً للوصول لمستوى الصناعات العسكرية الاستراتيجية ولو طال الزمن.. وصدق المفكر الهندي (فينوبا بيهافي) بقوله: "لا يمكن أن نخوض حروباً عصرية بأسلحة من الماضي !!"