كشفت مجلة “تايم” عما وصفته ب “ثورة جديدة” تتكشف تدريجياً حول الطائرات من دون طيار، وهي تجهيزها بأسلحة أشعة الليزر. وقالت المجلة الأمريكية إن “تلك الطائرات التي حلت محل عدد كبير من العمليات العسكرية التي كان يتحملها العنصر البشري؛ من أجل ضرب الإرهابيين، لم تعد بحاجة إلى أنبوبة أوكسجين أو مظلات وغيرها من العتاد اللازم لبقاء الطيار على قيد الحياة”. لكنها ذكرت أن تلك الطائرات ما زالت تعاني من بعض العيوب، ووضحت ذلك بقولها: “عندما يتم تسليح طائرات “بريداتور MQ-1″ فإنها تطير في الفراغ محملة بزوج وحيد من الصواريخ (هيلفاير) تحت أجنحتها، ومدفع مزدوج الماسورة لا يمكن إعادة تعميره بالطلقات”. ثم تحدثت عن الاكتشاف الجديد بقولها: “يزداد حماس الباحثين في شركة “جنرال أتوميكس” لنظام هيللادز (جهاز الليزر السائل العالي الطاقة) المصمم من أجل إخراج حزمة أشعة ليزر ضئيلة يجعل بالإمكان حملها على طائرة”. ونقلت عن أحد المقربين من هذا البرنامج الجديد المزمع تطبيقه فعلياً خلال خمس سنوات، قوله: “هذا سيدخلنا في مجال غير محدود بالمرة”. وفندت ذلك بقولها: “الطائرات بلا طيار لم تكن تستطيع أن تمنح للقوات الأمريكية ما يسمى ب (التواجد المستمر) في السماء، فهي لا يمكنها إلا العودة للقاعدة عقب إطلاقها زوج الصواريخ؛ بسبب افتقادها لأي قوة تدميرية إضافية”. ووفقاً للفيديو الذي نشرته “جنرال أتوميكس”، فإنها تضع الليزر في الطائرة التي تنتجها الشركة “بريداتور سي آفينجر” المناسبة للعمل في السماء. وطائرات “آفينجر” تعمل بطاقة أكبر وأسرع من باقي منتجات الشركة مثل الطائرة بلا طيار من طرازي “بريداتور” و”ريبر”. وفي العام الماضي، أبرمت “جنرال أتوميكس” عقدا بقيمة 30 مليون دولار مع وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة بوزارة الدفاع الأمريكية لمواصلة صقل وتقليل حجم وتقوية نظام “هيللادز”، الذي يطلق الليزر بقوة 150 كيلووات كافية لإسقاط طائرة. وذكرت “تايم” مزايا وعيوب هذا التطور في مجال سلاح الليزر. وأوضحت أن سلبياته هي أنه سلاح يعتمد على خط البصر؛ لذلك فهو ليس مثل أي نوع آخر من الصواريخ التي يمكن أن تحدد مسارها عبر الحرارة أو من خلال رادار يضمن إصابة هدفه، كما أن الليزر لا يعمل بشكل جيد من خلال الضباب أو الغبار، أو الدخان الناجم عن الحروب. أما عن إيجابياته فهي أن سرعته هي ذاتها سرعة الضوء؛ لذلك فإن الطائرة ليست في حاجة للمراوغة كي تتجنب التعرض للإسقاط أو الضرب (بفرض أن الهدف هو طائرة معادية)، وفي الحقيقة فإن هذا الخيار ليس مطروحاً. وهناك تحد آخر يقف أمام تطوير هذه الطائرة مفاده أن أسلحة الليزر أو أشعة الموت كما يفضل البعض أن يسميها، ظلت على الدوام حلماً بعيد المنال. فالمزحة تقول إنها ستكون في المتناول في بحر خمس سنوات فقط، لكن هذه السنوات الخمس لا تنتهي أبداً. لكن السؤال: هل سيكون الأمر مختلفاً مع النسخة الجديدة من هذا السلاح؟ يبقى سؤالاً مفتوحاً. ولفتت “تايم” إلى جملة قضايا أخلاقية وقانونية مرتبطة بمثل تلك الأسلحة، فبعض القانونيين وضباط الجيش يؤكدون أن عمليات القتل بالطائرات بلا طيار سهلة جداً لأي نظام؛ لكنها غير مشروعة، ولا ينبغي أن تتم في الخفاء عن طريق وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي إيه”؛ لأنها في النهاية تتسبب في إظهار عشرات الإرهابيين لمجرد قتلها إرهابياً واحداً. وقالت “تايم”: “كل ذلك صحيح، لكن هناك دوماً نقطة مفقودة فحصولك على طائرات من دون طيار تحلق بصمت فوق رأسك، يجعلك قادراً على تدمير عدوك مراراً وتكراراً باستخدام أسلحة الليزر. واعتبرت “تايم” أن المشكلة الحقيقة لم تكن في الافتقار إلى صواريخ هيلفاير؛ بل في الإجابة عن سؤال: أين توجهها؟ وقالت: إن استبدال أشعة الليزر بصواريخ هيلفاير لن يغير من هذه الحقيقة.