قال أنطونيو غوتيريس مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين الثلاثاء في جنيف إن أكثر من 300 ألف لاجئ سوري يحتاجون إلى إعادة توطينهم من الشرق الأوسط إلى بلدان أخرى، داعيا المجتمع الدولي إلى فتح الحدود لضحايا النزاع. وفي الوقت الذي استقبلت فيه الدول المجاورة لسورية 3ر3 ملايين لاجئ سوري، لم تستقبل الدول الصناعية سوى 253 ألف لاجئ سوري فقط كطالبي لجوء وفقا لخطط إعادة توطين على المدى الطويل منذ أن بدأ الصراع عام 2011. وأوضح غوتيريس ان تدفق اللاجئين من سورية يشكل تحديا كبيرا للاقتصادات الوطنية والخدمات العامة والمجتمعات في كل من لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر. وتحدث في مؤتمر يستهدف حمل الدول على تقديم أماكن أكثر لإعادة التوطين، فضلا عن توفير تأشيرات إنسانية للعائلات والطلبة السوريين. وتابع أنه حتى الآن، لم يتم عرض سوى أقل من نصف العدد الضروري لإعادة التوطين خلال الفترة بين عامي 2014 و2016 والذي يبلغ 130 ألف مكان. وأضاف غوتيريس "ستكون هناك حاجة لأكثر من ذلك بكثير" مشيرا إلى أن 10 بالمئة من اللاجئين يحتاجون إلى إعادة توطين، وخاصة ضحايا التعذيب واللاجئين المرضى والأمهات العازبات مع عدة أطفال. في غضون ذلك، قالت إيميلي هابر، وزيرة الدولة بالداخلية الألمانية "يجب علينا أن نستقبل لاجئين من الحرب الأهلية السورية الذين يحتاجون إلى حماية خاصة". واستقبلت ألمانيا حوالي 80 ألف لاجئ سوري، وهو أعلى رقم في أي بلد خارج منطقة الشرق الأوسط. وفي سياق متصل، أعلن برنامج الأغذية العالمي في جنيف أنه سيتمكن من استئناف مساعداته الغذائية للاجئين السوريين بحلول الأسبوع المقبل وذلك بعد حملة تمويل تمكن خلاله البرنامج التابع للأمم المتحدة من جمع تبرعات بقيمة 80 مليون دولار لهذا الغرض. كان برنامج الأغذية العالمي قد اضطر الأسبوع الماضي إلى وقف كل مساعداته المخصصة ل7ر1 مليون لاجئ سوري نزحوا من بلادهم إلى البلاد المجاورة نتيجة عدم تقديم الدول المانحة للتمويل الكافي. ومنذ أن أطلق برنامج الأغذية العالمي حملة تبرعات الأربعاء الماضي على الإنترنت أسهم 14 ألف متبرع من القطاع الخاص والأفراد بتبرعات بقيمة 8ر1 مليون دولار. ووصلت تبرعات حكومية إضافية بإجمالي هذا المبلغ إلى أكثر من 80 مليون دولار، وهي تزيد عن عجز التمويل الذي بلغت قيمته 64 مليون دولار في الشهر الجاري. من جانبها قالت إيثارين كازين المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي إن "هذا السيل من الدعم في مثل تلك الفترة القصيرة غير مسبوق". يذكر أن أكثر المتبرعين الأفراد هم سوريو الجنسية تلاهم متبرعون أمريكيون وكنديون. على الصعيد ذاته تعهدت دول غربية الثلاثاء باستقبال 38 ألف لاجئ سوري في إطار خطط إعادة توطين طويلة المدى، وجاء هذا التعهد في أعقاب نداء من الأممالمتحدة لتخفيف العبء عن الدول التي تستضيف لاجئين سوريين بمنطقة الشرق الأوسط، حسبما قالت مفوضية الأممالمتحدة للاجئين بعد مؤتمر للمانحين. وقال مكتب مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين في اجتماع عقد في جنيف لتعزيز إعادة التوطين، إنه بالإضافة إلى التعهدات السابقة، عرضت 36 دولة صناعية حتى الآن ما مجموعه 100 ألف مكان لإعادة التوطين. كما بحث الاجتماع منح تأشيرات إنسانية للعائلات والطلبة السوريين.