إذا كنت من الأشخاص المشغولين جداً، فإنك غالباً ما ستبدأ يومك بدعاء الله أن يطرح البركة في دقائق وساعات يومك وألا يمر اليوم بسرعة وينقضي بلمح البصر دون أن تنجز معظم ما خططت لإنجازه! وإذا تأملنا النصائح التي نقرأها بشكل يومي عن كيفية استثمار ساعات اليوم الأربع والعشرين، ستدرك أننا نحتاج ضعف هذا العدد لننجز كل ما نريد وكل ما يريده الآخرون منا أيضاً!. فأنت لابد أن تعمل ثماني ساعات يومياً، وقد تنام أيضاً ثماني ساعات أو أكثر عند البعض ولكن هذه الثماني ساعات هي الحد الأدنى المقترح طبياً. بقيت لديك ثماني ساعات مطلوب منك فيها أن تسترخي وهذه أيضاً نصيحة طبية وأن تمارس الرياضة بمعدل ثلاثين دقيقة على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع، وكذلك تعريض جسدك للشمس لمدة لا تقل عن خمس عشرة دقيقة يومياً لتفادي نقص فيتامين دال الذي نعاني منه وبشدة! ولا تنسَ أن لك هواياتك الخاصة ولابد أن تمارسها. عدا مشاهدة برنامجك المفضل والدخول إلى عالم الإنترنت وتصفح إيميلك ومواقع التواصل الاجتماعية الخ. ثم لديك أيضاً بعض الواجبات الأسرية التي هي في حد ذاتها تحتاج يوماً كاملاً خاصة إذا كان لديك أطفال وعليك الاهتمام بهم منذ لحظة استيقاظهم حتى نومهم من أكل وشرب واهتمام عاطفي إلى مساعدتهم في واجباتهم المدرسية. هذا عدا إذا كنت في أواسط العمر، ووالداك يحتاجان مساعدتك لظروفهم الصحية. ولا ننسى الحديث مع شريك أو شريكة الحياة يومياً. ثم هنالك وجبات الغذاء الثلاث واهتمامك الذاتي بنظافتك. عدا طبعاً العمل المنزلي الذي قد يكون للنساء فيه النصيب الأكبر. وكذلك التسوق لشراء حاجاتنا اليومية، والمناسبات العائلية وما أكثرها في مجتمعنا، عدا ما يجد من أعمال أخرى طارئة كزيارة الطبيب مثلا! أحياناً أفكر أن إجازة نهاية الأسبوع لابد أن تصبح ثلاثة أيام، وأنه لا بد أن نحاول دمج بعض المهام مع بعضها. فمثلاً إذا كانت غرفة جلوسك تدخلها الشمس فما عليك سوى تعريض جسدك للشمس أثناء مزاولة عمل آخر أو حتى أخذ فيتامين دال كفيتامينات وتوفير الدقائق اليومية للتعرض للشمس وقد تستطيع ممارسة الرياضة في منزلك وأنت تشاهد برنامجك المفضل وهكذا. كل ذلك لعل وعسى أن تكفي الأربع والعشرون ساعة! لمراسلة الكاتب: [email protected]