ضمن البحوث التي تنجزها طالبات التغذية العلاجية في جامعة الملك سعود بالرياض وصل للصفحة بحث عن الانظمة الغذائية المنحفة أو الحميات المنحفة، وهو ضمن حملة ثقافية تغذوية لجامعة الملك سعود، وقد شاركت ثلاث طالبات في اعداد البحث الذي لم نتمكن من نشرة كاملا واكتفينا بنشر اجزاء مهمة ليستفيد منه المهتمون بالحميات المنحفة والنظم الغذائية التي تساعد على تقليل الوزن.. كثر في هذا الزمن الكثير من انواع الحميات المنحفة او ما يعرف بالرجيم، كثير منها يشكل خطرا حتميا على صحة الانسان، وبعض منها يعتمد على افكار جديدة تجذب التفكير وحب التجربة لدى البعض، قد يكون بعضها ناجحا في انقاص الوزن الا انه قد يكون خاسرا في الحفاظ على الوزن المرغوب او على الصحة بشكل عام، وربما يكون احدها مناسبا لميول احدنا او لأسلوب حياته وربما يكون نفس النظام صعبا ومزعجا لشخص آخر.. قد تكون هذه المشكلة الرئيسية في اختيار الحمية المنحفة: ما النظام المناسب لكل شخص؟؟؟ وهل كل الانظمة المنتشرة في السوق او في التلفاز ضارة او ناجحة؟؟ وهل هناك نظام محدد يصلح للجميع؟؟؟ تساؤلات كثيرة قد يطرحها البعض، ولذلك عزيزي القارئ سنعرض عليك هنا اكثر الانظمة الغذائية انتشارا في المجتمع السعودي خاصة وفي العالم عامة، وسنذكر اهم عيوبها ولن ننسى بالطبع اهم ميزاتها، فنحن هنا لانريد ان نعيب أي نظام ولا ان نرفع من شأن آخر... حيث ان كل نظام بالتأكيد لم يأت من فراغ. الا اننا نريد فقط امرا بسيطا، الا وهو الوصول الى الوزن السليم او الرشاقة بطريقة سليمة وصحية بحيث نكتسب تعديلات بسيطة على اسلوب حياتنا مع خسارة كل كيلو جرام من اوزاننا، وذلك عن طريق العودة الى اخصائي التغذية قبل البدء بأحد الانظمة التالية الذكر او غيرها، حيث ان عملية انقاص الوزن ليس بالامر السهل ولا بالأمر الصعب في الوقت نفسه، فكل شخص حتى وان كان مختصا يحتاج الى الدعم والارشاد والتذكير من طرف آخر وبالاخص اخصائي التغذية حيث انه يمتلك العلم والتجربة سواء عن طريق الاستماع ومعايشة تجارب الآخرين او عن طريقه هو شخصيا! ومن هذه الانظمة المنحفة واكثرها انتشارا: اتكينز دايت (الرجيم السريع او قوة البروتين). نظام فصل المغذيات (سوزان سومر). النظام الاحادي (الشوربة الحارقة). ساوث بيش دايت. سكار سيدل دايت. نظام الماكروبيوتك. اتكينز دايت اسم هذا النظام من اسم الطبيب الذي وضعه، ويعتبر اساسا لكثير من الحميات المنتشرة والمعتمدة على البروتين الحيواني، وهو من اسرع الانظمة لانقاص الوزن في وقت قصير على الرغم من انك تستطيع ان تأكل ما تشاء من الاطعمة المسموح بها بالقدر الذي تريد، يشجع هذا النظام على الاستهلاك الكبير للحوم والدهنيات ويمنع منعا باتا كل انواع النشويات والفاكهة والحليب ومشتقاته ماعدا الجبن، الا انه في الطبعات الاخيرة من كتابه قد يسمح ببعض الخضر المحتوية على نسب قليلة من النشويات كالخيار. عند اتباع هذا النظام قد يفقد الانسان بضعة كيلو جرامات من وزنه بسرعة، ولكن بالتالي سيرتفع لديه مستوى الكولسترول والدهون الاخرى في الدم يزيد احتمال الاصابة بأمراض القلب مع اضافة اعباء زائدة على الكلية للتخلص من نواتج وسموم هضم البروتينات الزائدة، ويزيد ظهور رواسب بروتينية في الجسم تتحول الى حمض البوريك ويصبح الانسان مهددا بالاصابة بمرض النقرس. ولتوليد الطاقة اللازمة لوظائف الجسم والتي تعتبر النشويات مصدرها الرئيسي فان الجسم يبدأ بحرق الدهون لتوليد الطاقة وينتج عن احتراقها بدون وجود النشويات مادة سامة تسمى الاسيتون وأحماض تتراكم في الدم، وتظهر على الانسان اعراض التسمم الاستوني وهي الصداع والدوخة والغثيان وتظهر رائحة الاسيتون في هواء الزفير وهي تشبه رائحة التفاح وقد يصاب بالغيبوبة، وان سلمت من كل تلك الامراض باذن الله فانك لم تسلم من استعادة الوزن الذي خسرته بمجرد تركك لهذا النظام! نظام فصل المغذيات يعتمد هذا النظام على المبدأ الذي توصل له الطبيب هارفي دياموند الحاصل على الدكتوراه في العلوم الغذائية حيث انه قضى اكثر من خمسة عشر عاما في الدراسات المركزة حول آثار الطعام على الجسم، ويقول هذا الطبيب: (ان الجسم الانساني لم يصمم لهضم اكثر من طعام مكثف واحد من المعدة في الوقت ذاته، والطعام المكثف: هو كل طعام غير الفواكه والخضار) والمقصود بهذا المبدا المعتمد عليه هذا النظام ان الناس قد تعودت على تناول الارز واللحم مثلا او الدجاج مع البطاطس المقلية حيث تفقد البطاطس مكوناتها المائية عند الطهي و تصبح مادة نشوية مكثفة الى غير ذلك من اصناف البروتينات الحيوانية التي تؤكل مع النشويات وهو ما يسميه هذا الطبيب خلط الاطعمة غير المتوافقة. حيث ان البروتين الحيوانية (اللحم مثلا) تحتاج لوسط حامضي لهضمها، والنشويات (الارز مثلا) تحتاج الى وسط قلوي لهضمها، وكل عصارة من هذه العصارات تهضم مجموعة خاصة بها من الطعام وليس لها تأثير على فئات الطعام الاخرى وغالبا ما يعطل وجودها عمل الاخر، وعندما يخلط الارز باللحم تفرز المعدة الحامض مع القلوي لهضم الاثنين وسيكون الناتج مادة ثابتة غير فعالة محايدة متعادلة لاتميل الىالطابع الحمضي ولا الى القلوي. في هذه الحالة يستنفر الجسم حالة الطوارئ لمواجهة هذا الطعام المكثف ويظل يحاول هضمه ويفرز مواد هضمية تلو الاخر دون ان تفلح في تفكيك الاطعمة، ويشعر الانسان بعدها بسوء الهضم او الحرقة، واخيرا سيخرج الطعام غير المهضوم جيدا من المعدة تحت تأثير حركتها الدائبة، وهو سيدخل الامعاء بعد حوالي ثماني ساعات من مكوثة في المعدة بعد ان يكون معظم البروتين قد تخثر والنشويات تخمرت وفقدت معظم فوائدها، وبسبب هذا التخثر والتخمر قد تحصل بعض الاضطرابات الهضمية. كما يدعم هذا المبدأ هربرت م. شلتون: (انه عند تناول البروتينات مع النشويات فانها دائما تتعارض في المعدة وتختلف درجة تعارضها من شخص لاخر وكذلك حسب الكميات المتناولة منها، اما فحص مخلفات الطعام فقد اثبتت جميعها وجود بروتينات ونشويات غير مهضومة وبكميات كبيرة) وهذا ايضا ما اكدت عليه جودي مايزل صاحبة كتاب رجيم هوليود حيث ذكرت: (ان سبب السمنة هو عدم هضم الطعام جيدا فعندما لايستعمل جسمك الطعام ولا نهضمه يصبح شحما فتناول اطعمة متوافقة ولا تأكل ابدا وجبة نشاء مع وجبة بروتين). اما بالنسبة للبروتينات النباتية كالبقول وغيرها فيمكن تناولها مع النشويات لانها اسهل هضما من البروتينات الحيوانية كما انها تتركب اصلا من بروتين ونشا في نفس الوقت، كما ان الجسم يتعامل معها كما يتعامل مع النشويات. وهذا النظام يؤكد على ان الانسان يستطيع ان يأكل ما يحبه ولكن مع بعض الترتيب، فيجب ان لا يلقي بجميع ما يحبه في معدته دفعة واحدة، فيمكنه تناول اللحوم او الدجاج او الاسماك مع الزيت النباتي والخضار المطبوخة وسلطة الخضار الطازجة، وفي حالة الرغبة في تناول الارز والمكرونة والخبز فيمكن تناولها ايضا مع الخضروات المطهية وطبق من سلطة الخضار الطازجة مع قليل من البقول وان كنت تريد ان تأكل معها منتجات الالبان فلابد ان تكون خالية من الدسم. لأن خلط الاطعمة غير المتوافقة يهدر طاقة الجسم في محاولة هضم تلك الاطعمة، فاذا اكلت طعاما متوافقا يستطيع المرور عبر المعدة في ثلاث ساعات بدلا من ثماني ساعات، فقد وفرت خمس ساعات من الطاقة التي ستتحول تلقائيا لاخراج البقايا من الجسم وتنظيفه وبالتالي تخفيف الوزن والسمنة. اما الفواكه فهذا النظام يدعو الى ان تؤكل على الريق او عندما تكون المعدة فارغة ويمكن تناولها قبل الوجبات ب 20 30 دقيقة وبعد الطعام ب 3 ساعات اذا كان الطعام متوافقا كما يدعو هذا النظام انت كون النشويات معقدة اي ان يكون من الحبوب الكاملة كالارز الأسمر والخبز الأسمر والشعير والقمح والذرة.. حيث ان الفواكه والخضر والحبوب الكاملة تنشط حركة الامعاء لدفع الفضلات خارج الجسم، كما انها تخفض الآثار السامة لبعض المواد الكيميائية مثل المواد الحافظة والملونة وغيرها الكثير.. وينصح هذا النظام باستخدام ملح البحر او الملح الخشن بديلا للملح المكرر، كما ينصح بأكل المكسرات من غير تحميص أو قلي. أي أنك تستطيع ان تأكل على الريق حبة او اثنتين من الفاكهة الطازجة او عصيرها، وبعده بنصف ساعة نتناول وجبة الافطار المكونة من الاطعمة المتوافقة كالبيض المقلي بزيت دوار الشمس مع قليل من الجبن الابيض والخيار والطماطم، وعلى الغداء بامكانك ان تأكل مثلا قطعة من اللحم مع الصلصة مع طبق من السلطة الخضراء، وعلى العشاء ارز اسمر مع القليل من العدس والسلطة الخضراء. وبامكانك ان تأكل حتى الاشباع. من ميزات هذا النظام انك حقا تشعر بالخفة والنشاط على الرغم من انك تستطيع ان تأكل حتى الاشباع ما دمت تفصل بين الاطعمة غير المتوافقة، كما انه يشجع على عادات صحية كثيرة كالاكثار من الفواكه والخضر والحبوب الكاملة والبقول.. كما انه يدعو الى ترك السكريات البسيطة والحلوى والاطعمة السريعة والمشروبات الغازية. نظام الماكروبيوتك الماكروبيوتك هونظام غذائي موغل في القدم، يستمد نظريته من التراث الصيني القديم وطوره ونشره الياباني جورج اوسادا منذ ما يقارب من 70 عاما مضت في اليابان اولا ومن ثم في الغرب يعتمد نظام الماكروبيوتك الغذائي على تحديد الاغذية التي يرى انها مفيدة للانسان ويبعد الاغذية التي يرى انها ضارة وتسبب الامراض للانسان حسب التراث الصيني القديم. لقد اشتهر هذا النظام في الولاياتالمتحدةالامريكية لنجاحه في علاج كثير من الاشخاص من امراض العصر المستعصية مثل السرطان والايدز وامراض القلب المستعصية ويرجع معناه الى اصل اغريقي، فمقطع ماكرو يعني (كبير او عظيم) ومقطع بايو يعني (الحياة) نظام الماكروبيوتك يتكون جزؤه الأساسي من الحبوب والغلال كالأرز الاسمر والقمح والشعير والذرة والخبز الأسمر او البر، والبقول يكمله الخضار والمخللات والزيوت النباتية والحساء ويكون ذلك بشكل يومي، والفواكه المحلية الموسمية والقليل من السمك اسبوعيا واللحوم والبيض والدجاج وثمار البحر والحليب وذلك يكون شهريا. ولا يحبذ هذا النظام تناول اللحوم الا في الحالات النادرة ويعتبرها سبب الكثير من الامراض وايضا يعتبر السكر عدو الانسان الاول وبصورة عامة يعتبر الماكروبيوتك نظاما غذائيا يدعو للرجوع الى الطبيعة والابتعاد عن الاطعمة المحضرة والمصنعة وعلى الانسان ان يأكل من بيئته حسب المواسم والحالة الصحية فابن الاسكيمو يعيش على السمك بينما ابن الصحراء يعيش على البقوليات والغلال والخضار والتمر والقليل من المواد الحيوانية الطبيعية والحلال كما انه غني بالالياف التي تمنع حالات كثيرة من السرطانيات كسرطان القولون ويعطي كمية من الفيتامينات قريبة من RDA ولايحتاج الى مكملات غذائية. اما عيوبه: يعتبره البعض صعب الاتباع على المدى الطويل. مكلفا وادواته غير متوافرة ويفتقر لوجود فيتامين ب 12 المتوافر في اللحوم الحمراء. ويجده الكثير نظاما محدودا وقليل التنوع في الاغذية. الشوربة الحارقة ان هذا الرجيم معمول به في المستشفيات والمراكز الطبية من اجل انقاص وزن مرضى القلب الذين سيخضعون لعملية ما. حيث يهدف الى انقاص ما بين 4 7 كلغم في الاسبوع الواحد معتمدا على الاكثار من الاطعمة الحارقة للسعرات الحرارية التي من اشهرها الشوربة الحارقة حيث تعتمد في مكوناتها على البصل، الثوم، الطماطم، الملفوف والكرفس الامريكي لانها تفقد الانسان من السعرات الحرارية اكثر مما تعطيه. وهذا الرجيم يمكن ان يمتد لاسبوع واحد ويمكن ان يكرر اكثر من مرة، علما بان الرياضة لايحتاج لها خلال هذه الفترة. وهذا النوع من الحمية الغذائية يرتكز بشكل اساسي على شرب ما يعادل 10 اكواب من الماء يوميا مع الامتناع عن المشروبات الغازية بشكل نهائي. وما يميزه انه يسمح بتناول جميع الفواكه والخضار الطازجة مع العصائر غير المحلاة، وما يسيء له انه لا يعطي الجسم احتياجه من النشويات حيث يستثني كافة انواع الحبوب، القمح والفول ويسمح بتناول البطاطس مع الزبدة وهي من الدهون المشبعة، كما انه يسمح بتناول الخضار المعلبة والمثلجة التي تضر بصحة الانسان السليم والمريض على حد سواء، وعموما هذا النظام لا يراعي توزيع النشويات، البروتين والدهون وفقا لاحتياج جسم الانسان بل يعتمد على التخلص من الوزن الزائد بطريقة سريعة مما يسهل عملية الاسترجاع لهذا الوزن حيث انه لايعير اهمية للنشاط الرياضي خلال هذه الفترة وهو يعتبر من مكملات الصحة للشخص السليم فكيف بالنسبة للاشخاص المصابين بأمراض القلب والحكم لك في اتباعه عزيزي القارئ. ما الأفضل؟؟ التنوع والتناسب بين الاطعمة هو مفتاح الرشاقة خاصة والصحة عامة، فكونك انسانا مبتلى بمرض العصر (السمنة) لا يعنى بأنك لابد ان تعاقب نفسك باحدى هذه الانظمة او غيرها او انك تحرم على نفسك احدى المجموعات الغذائية الرئيسية، فكل انسان له الحق ان يأكل من ما يريد ولكن بمقدار، ونقصد بالمقدار هنا: الكمية الكافية من كل مجموعة غذائية والتي تؤمن له جسدا سليما قادرا على اداء وظائفه من جميع النواحي، والكمية الكافية تختلف من شخص لاخر على حسب الطول والوزن والجنس والعمر والحالة الصحية والحركة او المجهود العضلي. أي ان لو كل شخص تناول ما يحتاجه حسب العوامل المذكورة سابقا، فانه لن يحتاج الى حذف قائمة النشويات من حياته كما في اتكينز دايت، ولن يضطر لفصل البروتين الحيواني عن النشويات كما في نظام فصل المغذيات، حيث انه سيتناول نسبا معينة من كل فئة وذلك لن يؤثر لاعلى المحيط القلوي او الحمضي... ولن تلجأ الى تناول حساء قد لا تستسيغ طعمه كما في رجيم الشوربة الحارقة، ولن تجبر على تناول اعشاب بحرية لتكمل ماتحتاجة من فيتامينات ومعادن كما في نظام الماكروبيوتك، ولن تشعر بالضعف والوهن لقلة السعرات الحرارية كما في سكارسيدل دايت، ولن يرجع وزنك بسرعة بعد فقدانه بمشقة كما في ساوث بيش دايت، انك فقط ستأكل ما تحب لكن كما قلنا سابقا بمقدار. الا ان هذا الامر يحتاج الى مساعدة ودعم من قبل طرف اخر، لن يكون هذاالطرف الاخر برنامجا تليفزيونيا، ولا كتابا لايريد سوى تحقيق الربح المادي، ولا مركزا تجاريا همه الاول والاخير امتصاص اموالك، ولا جراحا لايعرف سوى المقص والاربطة... انه اقرب اخصائي تغذية في اقرب مستشفى عام الى منزلك.. فاخصائي التغذية سيدلك على الطريق الافضل والانسب لك ولغيرك، كما انه سيراقب حالتك اسبوعيا او شهريا بالاضافة الى ذلك سيعطيك افضل ما لديه من نصائح لتحسين عاداتك الغذائية، ووصف بعض التمارين الرياضية المناسبة لك حيث انا لحركة جزء لا يتجزأ من أي نظام في الكون وبالأخص الأنظمة المنحفة. اعداد طالبات التغذية العلاجية في جامعة الملك سعود بالرياض اسراء عبدالقادر آل عبدالحي الهام علوي آل دريس هبة صادق السهوان