منع السفير الامريكي جون بولتون مبعوثا للامم المتحدة من احاطة مجلس الامن بانتهاكات حقوق الانسان في منطقة دارفور بغرب السودان قائلا ان المجلس مطالب بالتحرك لمكافحة الفظائع لا الاكتفاء بالحديث عنها. ومنع بولتون الاثنين بتأييد من الجزائر والصين وروسيا المبعوث خوان منديز المستشار الخاص للامين العام للامم المتحدة كوفي عنان لمنع الابادة الجماعية من احاطة مجلس الامن علما بنتائج زيارته لدارفور في الاونة الاخيرة على الرغم من مطالبة عنان واعضاء المجلس الاحد عشر الاخرين بالاستماع لتقرير منديز. وقال السفير الفرنسي جان مارك دولا سابليير للصحفيين خارج قاعات المجلس «اني آسف بشدة ان السيد منديز لم يسمح له باحاطة المجلس اليوم كما طلب السيد كوفي عنان». غير ان بولتون قال انه اعترض على الاحاطة ليوضح ان المجلس عليه «ان يتحدث اكثر عن الخطوات التي يمكنه اتخاذها لمواجهة الوضع الامني المتدهور» في دارفور. ولم يقدم مقترحات جديدة. وقال بولتون «كم مسؤولا من الامانة عليه ان يشارك في عمليات الاحاطة» مشيرا الى ان المجلس انتهى لتوه من احاطة عن دارفور قدمها هادي عنابي مساعد الامين العام لشؤون حفظ السلام. وفي وقت لاحق تحدث منديز الذي زار دارفور لمدة اسبوع اواخر سبتمبر (ايلول) الى الصحفيين عن نتائج بعثته. وقال ان المسؤولين السودانيين يتخذون خطوات شكلية فقط لمنع الانتهاكات المتكررة لحقوق الانسان هناك والتي قد تصل الى حد الابادة الجماعية او جرائم في حق البشرية او جرائم حرب. واتهم منديز الخرطوم برفض التعاون مع ممثل الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية. وقال منديز في مؤتمر صحفي «لا ينبغي لنا السماح لحكومة السودان بان تفعل ذلك دون تحمل تبعته. واضاف قوله «لم أر اي مؤشر على ان المجتمع الدولي يقول للسودان.. ليس امامكم من خيار فلا بد ان تتعاونوا مع المحكمة الجنائية الدولية. ودعا مجلس الامن الى ممارسة مزيد من الضغط على السودان لنزع سلاح ميليشيات البدو العرب المعروفة باسم الجنجويد والمسؤولة عن كثير من الفظائع التي ترتكب هناك على نحو متزايد في المخيمات التي تأوي سكان قبائل افارقة طردوا من اراضيهم. وقال ان المحاكمات السودانية التي اقيمت حتى الان لمرتكبي الفظائع في دارفور كانت محاكمات غير جدية. كما اوصى منديز ان يفي المجتمع الدولي بوعوده بتقديم العون الى الاتحاد الافريقي الذي له قوات ومراقبون في دارفور. الى ذلك دعت فرنسا الاثنين جميع اطراف النزاع في دارفور، غرب السودان الى وقف الهجمات «غير المقبولة» على مهمة الاتحاد الافريقي في هذا الاقليم. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جان باتيست ماتييه ان «فرنسا تطلب بالحاح من جميع اطراف النزاع في دارفور وقف هذه الهجمات غير المقبولة ضد جنود بعثة الاتحاد الافريقي المنتشرين في دارفور وان يحترموا وقف اطلاق النار».