بدأت عقارب الساعة تتراجع داخل مصنع كسوة الكعبة المشرفة، معلنة بداية ساعة الصفر بالنسبة لإنجاز الكسوة، التي يجب أن تكتمل جاهزيتها بنسبة لا تقل عن 80 %، مع نهاية شهر رمضان المبارك، ما يعني أن المتبقي ليس إلا مجرد رتوش نهائية قبل تسليمها لاستبدالها في التاسع من ذي الحجة من كل عام. وعلى مدى ال 24 ساعة تعمل فرقة التدخل السريع في المسجد الحرام، للتدخل والتعامل مع أي حالات تلف يمكن أن تتعرض لها كسوة الكعبة المشرفة، في ظل الزحام الذي يشهده المسجد الحرام في موسم العمرة في رمضان المبارك، في وقت تتجه الأنظار داخل مصنع الكسوة إلى الثوب الجديد الذي يجب أن يكتمل قبل التاسع من ذي الحجة بوقت كاف. وأوضح المشرف العام على المصنع محمد بن عبدالكريم القويفلي أن شهر رمضان المبارك يعد من أهم الشهور لإنجاز كسوة الكعبة المشرفة للعام الجاري، حيث تكون الكسوة جاهزة خلال هذا الشهر بنسبة لا تقل عن80 %. وبين أن صناعة الكسوة التي يكلف تغييرها بثوبها الجديد أكثر من 20 مليون ريال، تمر بعدة مراحل تبدأ بمرحلة الصباغة، ويتم فيها صباغة الحرير الخام المستورد على هيئة شلل بالألوان الأسود أو الأحمر أو الأخضر، ثم مرحلة النسيج الآلي واليدوي والتي يتم فيها تحويل هذه الشلل إلى قماش حرير سادة ليطبع، ثم يطرز عليه الحزام أو الستارة أو إلى أي قماش حرير جاكارد وهو المكون لقماش الكسوة، ثم مرحلة الطباعة؛ حيث تطبع جميع الخطوط والزخارف الموجودة بالحزام أو الستارة على القماش بطريقة السلك سكرين لتطريزها، وفي المرحلة قبل النهائية يتم تطريز الخطوط والزخارف تطريزا يدويا بأسلاك الفضة والذهب، بعد ذلك تبدأ مرحلة التجميع النهائية، حيث يتم تجميع قماش الجاكارد ليشكل جوانب الكسوة الأربعة ثم تثبت عليها قطع الحزام والستارة تمهيدا لتركيبها. وأشار القويفلي إلى أن الثوب الواحد الذي يحاك نسيجا وحياكة وتطريزا على يد أكثر من 140عاملا فنيا متخصصا جميعهم من السعوديين، يستهلك 670 كيلو جراما من الحرير، فيما تبلغ مساحة مسطح الثوب 658 مترا مربعا، وتتألف القطع المذهبة المثبتة على الثوب والحزام 16 قطعة، يبلغ مجموع أطوالها ما يقارب 47 مترا، وتشمل الكسوة أربع قطع صمدية توضع على الأركان، ست قطع تحت الحزام، 14 قنديلا توضع بين أضلاع الكعبة المشرفة. وشرح أن الكسوة تتكون من الحرير الطبيعي المصبوغ باللون الأسود، وتتكون من خمس قطع تغطي كل قطعة وجها من أوجه الكعبة، أما الخامسة فهي الستارة التي توضع على باب الكعبة، ويتم توصيل القطع الأربع بعضها مع بعض، فيما يتكون الثوب من 47 طاقة قماش طول الواحدة 14 مترا، بعرض 95 سم، مشيرا إلى أن ارتفاع الثوب 14 مترا، ويوجد في الثلث الأعلى من هذا الارتفاع حزام الكسوة بعرض 95 سم، مكتوب عليه بعض الآيات القرآنية، محاط بإطارين من الزخارف الإسلامية ومطرز بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب، ويبلغ طول الحزام 47 مترا مكونا من 16 قطعة، مشتمل على ستارة الكعبة المصنوعة من الحرير الطبيعي الخالص، ويبلغ ارتفاعها سبعة أمتار ونصف المتر، وبعرض أربعة أمتار، مكتوب عليها كذلك آيات قرآنية وزخارف إسلامية مطرزة مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب وتبطن الكسوة بقماش خام، فيما توجد ست قطع آيات تحت الحزام، وقطعة الإهداء، 11 قنديلا موضوعة بين أضلاع الكعبة، ويبلغ طول ستارة باب الكعبة كذلك سبعة أمتار ونصف المتر. يذكر أن عملية استبدال كسوة الكعبة المشرفة يتم سنويا في احتفال إسلامي كبير تقيمه رئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وكبير سدنة المسجد الحرام وعدد من المسؤولين .