في سياق جرائمها العنصرية المستمرة ضد أهل السنة، نفذت السلطات الإيرانية في مدينة زاهدان مركز إقليم سيستان بلوشستان جنوب شرق البلاد أحكاماً بالإعدام في حق ثلاثة من المعارضين السنة. وقالت المعارضة الإيرانية إن المعدومين هم عبد الباسط ريغي، وعبد الجليل كهرازهي، ويحيى تشاهي، وجميعهم من البلوش السنة. وأوضحت المصادر نفسها أن تنفيذ الإعدام شنقا تم في ساحة سجن زاهدان المركزي، بتهمة محاربة الله ورسوله والإفساد في الأرض بعد أن تم نقل المتهمين قبل يومين إلى زنزانات انفرادية. وتقول السلطات الإيرانية إن المعدومين الثلاثة ينتمون إلى جماعة جند الله السنية التي نفذت العديد من التفجيرات في الإقليم، تسببت في مقتل العشرات، بينهم نائب قائد القوات البرية في الحرس الثوري وقائد الحرس في المحافظة، وذلك جراء تفجير استهدف في أكتوبر 2009 اجتماعا عشائريا بمدينة سرباز. وجاءت هذه الإعدامات الجديدة بعد يومين من تفجير أودى بحياة عنصرين من الباسييج مقابل حسينية إمام حسين في مدينة تشاهبهار في إقليم سيستان بلوشستان. وكان زعيم جند الله السابق عبد المالك ريغي قد أعدم شنقا في يونيو 2010 بناءً على حكم أصدرته محكمة الثورة في طهران. وجرت محاكمة ريغي في جلسات مغلقة ولم تسرب أي معلومات عن سيرها، وتمت في طهران وليس في محافظة سيستان بلوشستان، التي شهدت عددا كبيرا من العمليات المسلحة نفذتها حركة جند الله. وأدين ريغي بترؤس "جماعة إرهابية" والقيام بعمليات قتل وتفجير استهدفت أيضا مواقع أمنية "بالتعاون مع الأجانب وتلقي مساعدات مالية واستخباراتية منهم"، بحسب بيان محكمة الثورة في طهران. والمسلمون السنة في إيران، حسب الإحصاءات شبه الرسمية، تتراوح أعدادهم بين 14 إلى 19 مليون مسلم يشكلون نسبة تتراوح بين 20 - 28% من الشعب الإيراني. وهم مقسمون إلى 3 عرقيات رئيسية هي الأكراد والبلوش والتركمان، ويسكنون بالقرب من خطوط الحدود التي تفصل إيران عن الدول المجاورة ذات الأغلبية السنية مثل باكستان وأفغانستان، والعراق وتركمنستان، ومن المعروف أن إيران كانت دولة سنية حتى القرن العاشر الهجري. وكان موقع ويكيليكس قد كشف عن وثيقة تؤكد الاضطهاد المستمر من قبل الحكومة الإيرانية الشيعية الطائفية لأهل السنة والتضييق عليهم والإغارة على مساجدهم واعتقال أئمتهم. والوثيقة التي تتمثل في برقية صادرة من السفارة الأمريكية في أذربيجان ,التي تشارك إيران حدودا طولها أكثر من 430 كيلومترا, توضح مدى المعاناة التي يتعرض لها أهل السنة والحملات التي يشنها الرئيس احمدي نجاد على منطقة بلوشستان وتعيينه لأقرب أعوانه حبيب الله ديهموردا حاكما على بلوشستان الذي وصف بأنه "غبي ودموي ويبغض السُنة". ومعروف أنه لا يوجد لأهل السنة مسجدٌ في كل من طهران وأصفهان وكرمان ويزد وسائر المدن التي الأغلبية الساحقة فيها للشيعة، وإضافة إلى ذلك فقد مُنع أهل السنة في طهران في الآونة الأخيرة من إقامة صلاة الجمعة والعيدين في مدرسة تابعة للسفارة الباكستانية، وهم الآن إن أرادوا إقامتها فلا يمكن ذلك إلا في بعض البيوت، وكذلك أهل السنة في سائر المدن الكبرى يقيمون الجمعة والعيدين في البيوت.