أعلنت السلطات الإيرانية أنها أعدمت شنقاً أمس، عبد الملك ريغي زعيم تنظيم «جند الله» السني الذي نفذ عمليات مسلحة في إقليم سيستان بلوشستان جنوب شرقي البلاد، وتتهمه طهران بالارتباط بالاستخبارات الأميركية والبريطانية والباكستانية. واعتقلت طهران ريغي في شباط (فبراير) الماضي، في عملية استخباراتية «معقدة» خلال سفره من دولة خليجية إلى قرغيزستان. وكانت السلطات الإيرانية أعلنت أنها أعدمت الشهر الماضي عبد الحميد ريغي، شقيق زعيم «جند الله»، في زاهدان عاصمة سيستان بلوشستان. واعتُقل عبد الحميد في باكستان عام 2008 وسُلّم الى ايران. وأفادت وكالة الانباء الرسمية الايرانية (إرنا) بأن «عبد الملك ريغي أُعدم شنقاً في سجن ايفين فجر الأحد، بناءً على حكم أصدرته محكمة الثورة في طهران، في حضور الجرحى وأسر الشهداء الذين سقطوا جراء جرائمه»، مضيفة ان «محكمة ثورية في طهران حكمت على ريغي بالإعدام شنقاً باتهام الحرابة والافساد في الارض، لارتكابه 79 عملاً إجرامياً». وعددت المحكمة «بعض الأعمال الجنائية والجرمية التي ارتكبها» ريغي في 11 نقطة، من بينها «تشكيل وإدارة مجموعة إرهابية بهدف مواجهة نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية وزعزعة الأمن في البلاد، خصوصاً في منطقة جنوب شرقي البلاد»، و «إصدار أوامر في 15 عملية مسلحة لخطف رهائن»، و «إصدار أوامر بالقتل المتعمد ضد عشرات المواطنين والمسؤولين العسكريين والامنيين وغيرهم، عبر تفجيرات وعمليات مسلحة»، و»أخذ أموال من أجهزة استخباراتية أجنبية وتلقي أموال من مهربي المخدرات»، و «القيام بالدعاية المناهضة لنظام الجمهورية الاسلامية». واتهمت المحكمة ريغي ب «إقامة علاقات مع عناصر أجهزة استخبارات أجنبية بمن فيهم ضباط الاستخبارات الأميركية والصهيونية تحت غطاء الناتو (حلف شمال الأطلسي)، وبعض الضباط الاستخباراتيين في بعض الدول العربية والمجموعات والزمر المعادية للثورة خارج البلاد، بما فيها زمرة المنافقين» في إشارة الى «مجاهدين خلق» ابرز منظمات المعارضة الإيرانية في المنفى. وأضافت انه «دخل الأراضي الإيرانية وخرج منها في صورة غير مشروعة». وزاد بيان النيابة العامة ان «جند الله» قامت «منذ 2003 ب35 عملية خطف رهائن من المواطنين الايرانيين والرعايا الاجانب و25 عملية ابتزاز واكثر من 40 عملية مسلحة بقطع الطرق، استشهد نتيجتها 154 من قوى الامن والمواطنين العاديين وأُصيب 320 شخصاً بجروح». وريغي الذي أفادت وكالة أنباء «فارس» بأن اسمه الحقيقي هو عبد المجيد وليس عبد الملك، «أقرّ بجرائمه وقبل الحكم الصادر في حقه وطلب العفو» بحسب المحكمة التي أفادت بأن رئاسة السلطة القضائية رفضت طلبه. واعتبر قائد ميليشيات «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) محمد رضا نقدي ان إعدام ريغي «يشكّل رسالة واضحة للذين يفكرون في تقويض النظام الإسلامي في إيران»، فيما نقلت «إرنا» عن رجل الدين السني أحمد سلامي الذي يمثل سيستان بلوشستان في «مجلس خبراء القيادة»، قوله ان أهل الاقليم «سعداء جداً» بإعدام ريغي، مضيفاً: «يجب ان يدرك المجرمون الآخرون انهم سيلقون المصير ذاته اذا واصلوا اعمالهم الشنيعة». أما بشير أحمد ريغي شيخ قبيلة ريغي، فقال بحسب «إرنا» ان «الاعدام أظهر أن إيران لن تسمح للمجرمين باستغلال أراضيها»، مضيفاً: «بإعدام عبد الملك، مُحيت الوصمة المشينة عن قبيلتنا». في الوقت ذاته، قال النائب البارز برويز سروري إن إيران تنوي إقامة دعوى قضائية أمام المحاكم الدولية المعنية، ضد بريطانيا والولاياتالمتحدة لدعمهما «الممارسات الإرهابية التي ارتكبها في إيران». وكانت وسائل الإعلام الإيرانية أوردت أن ريغي «اعترف» بعد اعتقاله، بأن الولاياتالمتحدة عرضت عليه مساعدة لمحاربة النظام الإيراني، وهذا ما نفته واشنطن. واتهمت طهران «جند الله» بالارتباط بتنظيم «القاعدة»، والاستخبارات الاميركية والبريطانية والباكستانية بدعمه لزعزعة استقرار سيستان بالوشستان جنوب شرقي إيران قرب أفغانستانوباكستان، وحيث تعيش أكبر أقلية سنية من عرق البلوش في البلاد. ونفذ «جند الله» منذ اسسه ريغي العام 2003، عمليات كثيرة آخرها وابرزها تلك الانتحارية التي أوقعت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي 42 قتيلاً بينهم قائد القوات البرية في «الحرس الثوري» الجنرال نور علي شوشتري و14 ضابطاً وعنصراً في «الحرس». وأعلنت «جند الله» بعد اعتقال ريغي، تعيين محمد ظاهر قائداً جديداً للتنظيم.