طالب الدكتور الواعض عائض القرني من الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحّي عن الرئاسة، قائلاً: "انتهى الصبر، فعلتك بشعبك شنعاء، قتلت شعبك، ألم تدمع عينك، أما هزّك منظر دماء السوريين؟ تركت الجولان، وعدت لقتل شعبك الذي يطالب بالحرية والعيش". جاء ذلك خلال برنامج "لقاء الجمعة" الذي عُرِض ظهر أمس على قناتي "روتانا خليجية" و"الرسالة" وإذاعة "روتانا fm". وتحدَّث القرني عن الانتقاد الذي واجهه من الشيخ ذياب الغامدي بعد رأي القرني في قيادة المرأة للسيارة ، وفي تعليق على حديث الغامدي الذي قال فيه: "إن ما ذكره القرني عن أقوال من يجيزون قيادة المرأة لا يمثّل خلافاً، لأنهم لا يمثّلون أهل العلم، كما أنهم ليسوا طرفاً في خلاف هذه المسألة، ولا سيما أنهم أحد رجلين إما علماني محترق أو جاهل متهور، وكلاهما ليسا من أهل العلم". وردّ القرني قائلاً: "الله أكبر يا ابن تيمية" فهل الذي يخالفك إما علماني أو جاهل متهور، اجعل لنا ساحة في الحوار، هذا الرد ليس علمياً، أنا أشكر الشيخ الغامدي، وأتمنى أن يتقبَّل المزحة، وأن يغفر لي ويغفر له". وفي رسالته إلى الرئيس العام لرعاية الشباب، الأمير نواف بن فيصل، قال الواعض عائض القرني: أنا عرفت الأمير صاحب صلاة وغيرة دينية ووطنية، أريد أن أرسل له رسالة وللرياضيين عموماً، أقول أن لا يغيب عن باله أن لدينا رسالة ربانية نمتاز بها عن كثير من دول العالم كمسلمين، وأطلب منه أن يدخل المعرفة والثقافة مع الرياضة؟ هذا الزخم في الرياضة والكرة والمنتديات والمنتخبات والنوادي، أريد أن يدخل معه بكثرة الثقافة والعلم، نهتم بالجسم ونتهم بالعقل، أحياناً في بلاد الإسلام نحن الآن لدينا تمدّد في الأجسام وضمور في العقول، أريد أن يصاحب هذا التمدّد في العضلات قوة في العقل وهي الثقافة، وقلت في مقال لي في الشرق الأوسط: إن والده الأمير فيصل بن فهد، رحمه الله، حرّك المحاضرات والندوات، كما تعرّفون دُعيت وغيري لمحاضرات في النصر والهلال والوحدة والأهلي، ولكن بعدها بفترة أصبح هناك ركود لا في الرياضة، وحتى في الكأس حرمناه كثيراً، ولا في المعرفة والمحاضرات، نريد أن يأتي تجديد على يد الأمير نواف بن فيصل في الرياضة، تجديد شرعي إيماني يحمل رسالة، يحمل مبادئ، فالمعرفة والثقافة أمر مطلوب، أريد أن يكون هناك اهتمام بها، حيث يُشار للكتاب الرياضيين أن عليكم بدل اللغط والتهاجي في المقالات أن تدخلوا عامل الأخلاق والآداب والنصح والثقافة، وأقترح أن يكون هناك كتاب رياضي مرشّح للرياضيين دائماً كل 6 أشهر أو سنة ويهدى حقيبة عملية، تختار فيها الكتب النافعة، ويناقش فيها الرياضيين واللاعبين، ويأخذونها معهم في الشرق والغرب، أيضاً أريد أن تكون هناك أندية ثقافية رياضية مع نادي الكرة نادي ثقافي حواري، بحيث يكون هناك ساعة للعقل والمفكرين والشعراء . ولدي مسائل تبقى لوقتها، كما أطالب بمشروع القراءة لجميع الرياضيين ومستعدين للمشاركة بكتاب بندوة بحضور، وليتذكّر الأمير نواف بن فيصل أن لدينا رسالة غير الترفيه. وشدّد القرني على أن الإعلام الرياضي في حاجة للتوجيه متسائلاً عن دور الروح الرياضية، واستنكر السباب والشتائم بين الجمهور والتعصّب وتوجيه التهم والتحزّب. وحمّل الدكتور القرني رعاية الشباب مسؤولية ما يحدث في المدرّجات من سلبيات، مطالبها بالتوجيه والتوعية بين الجماهير. وطالب القرني اللاعبين بالتحلي بالأخلاق الإسلامية؛ كونهم أصبحوا قدوة مطالبهم بعدم إسقاط أنفسهم في الأفعال الدنيئة والأخلاق السيئة، أو يكون قدوة سيئة؛ لكون أجيالنا وأطفالنا أصبحوا يتعلّقون بالنجوم، ف"أسماء اللاعبين المشهورة أصبحت لدى الكثير من أطفالنا أشهر من أسماء الصحابة، الكثير من الأطفال لا يعرفون أسماء العشرة المبشرين بالجنة، ولكنهم يعرفون وليهامسون اللاعب السويدي، والحمد لله أنني لا أعرفه، فأنا أعرف ابن تيمية وابن خلدون". وخلال تعليقه على امتلاك المملكة لمفاعلات سلمية، قال الشيخ القرني: أبارك هذا الإنجاز، وأتمنى أن تمتلك دولتنا مفاعلات نووية، فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، لذلك أرى أن نتملّك المفاعلات النووية؛ لنكون من الدول القوية، ويهابنا الأعداء، واستدل القرني ببيت شعر للشاعر خلف بن هذال قال فيه: "ولا تأمن فروخ الداب ولو عشن وأبوهن مات ... تجيك الصبح بأنيابٍ تنسل كأنها أنيابه". وحول موضوع قيادة المرأة للسيارة، أكد القرني بأنه لا يفتي، ولكنه يرى بأن ذهاب المرأة مع السائق يُعتبر خلوة، وحسب الإحصائيات يوجد بالمملكة حوالي 300 ألف سائق أجنبي، وهذه لها مفاسد، مؤكّداً أنه لا يوجد دليل على تحريم قيادة المرأة للسيارة، داعياً إلى تشكيل لجنة علمية شرعية اقتصادية لدراستها. وكشف القرني أن هناك مشايخ ودعاة يرون أن قيادة المرأة جائزة، وانتقد القرني السجال الإعلامي بين الكتاب والمتدينين قائلاً: إن بعض الكتّاب يقولون: إن المملكة غير دينية، ومن هذا المنطلق يهاجم المؤسسات الدينية؛ وهذا خطأ، فالمملكة تحكم بالشريعة الإسلامية، كما أنه وفي الجانب الآخر يهاجم بعض المتدينين كل جديد، ويلاحقونه بالتحريم، وكأن مفاتيح الجنة في جيوبهم. واشاد الداعية القرني خلال اللقاء بجهود الأمير محمد بن نايف في مجال مركز المناصحة، مشيراً إلى أن المركز حقّق نجاحات كبيرة، وتبلغ نسبة استجابة المستفيدين 75 %، والأمير يتابع تأمين الزواج لهم والوظائف وغيرها من الجهود الطيبة، كما طالب الشيخ القرني بسرعة محاكمة المتهمين في قضايا الإرهاب. وعن رسالته للرئيس اليمني، قال: سلّمت الرسالة للسفير على أن يوصلها، وانتقد القرني اتهام أحد المخترعين لوزير العمل بسرقة اختراعه، وقال: أنا لست مع هذه الاتهامات، فإذا كان المواطن متضرّراً فعليه الاتجاه للمسؤولين فالتشهير ليس حلاً". وامتدح القرني السعودة قائلاً: إن لها نجاحات، كما أشاد برجل الأعمال الشيخ سليمان الراجحي، مشيراً إلى أنه ضرب أروع الأمثلة في المشاريع التي نفعت الوطن والمواطن، لذا أرى أن يُمنح جائزة الملك فيصل؛ لكونه خدم الإسلام والوطن، وأضاف: "ليت تجارنا يأخذون سليمان الراجحي قدوة"، كما أشاد بطريقة توزيعه للثروة. وعبّر الشيخ القرني عن اعتزازه بالطالب السعودي المرشّح لجائزة نوبل، كما شدّد على ضرورة إعداد برنامج ترشيدي للمبتعَثين؛ لمنع تأثّرهم من المعتقدات الخارجية، وحول أحكام القصاص قال: إننا نفخر أن نطبق القصاص والشريعة الإسلامية، وحول الخلافات وجرائم القتل، قال: إنها تأتي للعصبية القبلية التي يجب نبذها، والتنبيه على حرمة دم المسلم وعرضه وماله.