أصدرت إحدى المحاكم الكويتية الثلاثاء، حكماً بإعدام ثلاثة من المتهمين في قضية "شبكة التجسس الإيرانية"، التي كشفت عنها السلطات في الدولة الخليجية منتصف العام الماضي، وتضم سبعة متهمين، غالبيتهم ممن يحملون الجنسية الإيرانية. وأفادت مصادر كويتية مطلعة، بأن المحكومين بالإعدام، بينهم مواطن كويتي، يُدعى محمد مؤيد فراج، إضافة إلى متهمين إيرانيين آخرين. وأشارت إلى أنه صدر بحق متهم آخر سوري الجنسية، يُدعى سعودي محمد ناصر العنيزي، الحكم بالسجن المؤبد. كما قررت محكمة الجنايات براءة فتاة إيرانية، تُدعى فاطمة، بحسب المصادر التي أشارت إلى أن والدها واحد من الاثنين الإيرانيين الصادر بحقهما حكم الإعدام. وكشفت السلطات الكويتية عن "شبكة تجسس" تعمل لحساب الحرس الثوري الإيراني مطلع مايو/ أيار من العام الماضي، فيما نفت السفارة الإيرانية أي علاقة للجمهورية الإسلامية بتلك الشبكة. وقد أثارت القضية خلافات حادة بين الدولتين الخليجيتين، مما دعا عدد من أعضاء مجلس الأمة الكويتي إلى المطالبة بطرد السفير الإيراني من الكويت، وسحب السفير الكويتي من طهران. وكانت تقارير إعلامية قد أشارت إلى أن المتهمين اعترفوا بأنهم تلقوا تعليمات من شعبة الاستخبارات في السفارة الإيرانية بالكويت، وأن هناك أشرطة مسجل بها اعترافاتهم مدعمة بأدلة وبراهين، وأن هناك أطرافاً تحاول إغلاق "ملف الشبكة" والاكتفاء بترحيل الإيرانيين المتورطين عن البلاد. إلا أن جهاز استخبارات الجيش الكويتي رفض طلب إغلاق ملف شبكة التجسس الإيرانية، معتبراً أن "القضية خطيرة وتمس أمن البلاد"، بحسب ما جاء في تقرير لصحيفة "القبس" الكويتية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول، لم تسمه في أجهزة الأمن الكويتية قوله، إن "أجهزة الأمن فككت شبكة تجسس، كانت تجمع معلومات عن أهداف كويتية وأمريكية، تابعة للحرس الثوري الإيراني،" وأنه تم اعتقال سبعة أشخاص على الأقل، في حين ما زال ستة أو سبعة آخرين هاربين. وأضافت الصحيفة أن "الشبكة تضم عسكريين في وزارتي الداخلية والدفاع الإيرانيتين، فضلاً عن عناصر غير محددي الجنسية، وأخرى عربية"، وأنه "تمت مداهمة منزل أحد قياديي الشبكة في منطقة الصليبية، وعثر على مخططات لمواقع حيوية، وأجهزة اتصال حساسة ومتطورة، فضلاً عن مبالغ مالية تتجاوز ربع مليون دولار. من جانبها، نفت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة، التقارير الكويتية، وقالت حينها، على لسان المتحدث باسمها، رامين مهمان برست، إن تلك المزاعم "دعايات مغرضة." وقال برست، إن "هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة، وتأتي في إطار الحرب الإعلامية الرامية إلى بث الفرقة بين الدول الإسلامية، وصرف الأنظار عن الخطر الحقيقي الذي يهدد المنطقة، وهو الكيان الإسرائيلي."