الكويت - يو بي آي- استدعت وزارة الخارجية الكويتية القائم بالأعمال الإيراني وقدمت له احتجاجا على تورط إيران في شبكة تجسس على البلاد. وقالت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية "كونا" ان وكيل الوزارة خالد سليمان الجار الله التقى القائم بالأعمال الإيراني محمد شهابي وأبلغه "احتجاج دولة الكويت الشديد واستيائها من هذا الفعل بحق امن وسلامة البلاد". وأضاف الجار الله "أن امن البلاد واستقرارها خط أحمر ولا يسمح لأي من كان ان يقترب أو يعبث بهذا الملف". وقال ان "إجراءات رسمية ستتخذ حيال السفارة( الإيرانية ) خلال الأيام القادمة تتناسب وحجم هذا الفعل المستنكر". لكنه لم يشر الى ماهية هذه الإجراءات. وطلب المسؤول الكويتي من شهابي"نقل هذا الاحتجاج الكويتي الشديد الى عاصمة بلاده لتكون على بينة من هذا الأمر وتوضيح مدى تداعياته الخطيرة على العلاقات الثنائية بين البلدين". وكان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح قال في وقت سابق أن الكويت ستطرد ثلاثة دبلوماسيين إيرانيين وردت أسماؤهم في حيثيات الحكم في قضية شبكة تجسس إيرانية. ونقلت صحيفة "القبس" عن الشيخ محمد قوله أن الحكم القضائي الصادر أمس الأول كشف ما وصفه ب" كيدية هذه الخلية التخريبية والتي سعت للتآمر على أمن الكويت السياسي والاقتصادي والعسكري". وأضاف ان الحكم" كشف ارتباط هذه الخلية بشكل مباشر بإيران وتحديداً بالحرس الثوري الإيراني، وقد صدرت أحكام تصل الى حد الإعدام". وكانت محكمة في الكويت حكمت الثلاثاء الماضي على إيرانيين وكويتى بالإعدام بتهمة الانتماء لشبكة تجسس إيرانية، كما حكمت على اثنين آخرين بالسجن المؤبد. وخضع هؤلاء للمحاكمة بتهمة التجسس لإيران منذ أغسطس 'آب 2010 ونقل معلومات حول الجيشين الكويتي والأميركي المنتشر في الدولة الخليجية، إلى الحرس الثوري الإيراني. وقال الوزير الكويتي " نتيجة لهذا الأمر الخطير، فقد تم تشكيل خلية أزمة في وزارة الخارجية، وتم استدعاء سفيرنا في طهران مجدي الظفيري للتشاور، كما سيتم استدعاء القائم بالأعمال الإيراني محمد شهابي، وإبلاغه احتجاج الكويت". وأضاف " ان حكم المحكمة في قضية شبكة التجسس دحض كل ما كان يقال من أن وجود خلية إيرانية مجرد إشاعات وأقاويل، فالأمر لم يعد مجرد إشاعات وإنما حقيقة وليس مجرد أقاويل". وتابع قائلا "لم يبدر من الكويت إلا كل الخير تجاه إيران، ولم نعمل يوماً على الإساءة الى العلاقات مع الجارة إيران، ولكن في المقابل نرى أن الحرس الثوري زرع هذه الخلية لاستهداف الأمن الكويتي، ونتمنى من الأصدقاء في إيران أن يعوا جيداً خطورة هذا الأمر". وقال الشيخ محمد "سيتم استدعاء القائم بالأعمال الإيراني، وإبلاغه رفض الكويت وإدانتها لهذا العمل، وكذلك طرد الدبلوماسيين المتورطين أو المشتبه في تورطهم أيضا". وفي طهران رفض مصدر مطلع بوزارة الخارجية الإيرانية ما وصفه ب"المزاعم" التي طرحها مسؤول قضائي كويتي بشأن كشف شبكة تجسس إيرانية. ونسبت وسائل إعلام إيرانية الى المصدر قوله"هذه المزاعم كاذبة وليس لها أساس من الصحة إطلاقا". وأضاف المصدر "هذا الموضوع ليس له أي علاقة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية أو أعضاء السفارة الإيرانية لدى الكويت إطلاقا، وان اتهام الجهاز القضائي الكويتي لإيران بمثل هذه المزاعم يعتبر إجراء غير مسؤول". وقال المصدر ان مسؤولين كويتيين نفوا العام الماضي عند إثارة القضية ان تكون لإيران "أي علاقة بهذا الموضوع". وأضاف "ان طرح هذا الموضوع مجددا" بعد مضي عام " أمر يثير تساؤلات ويتضمن أهدافا خاصة".