"هرمنا بانتظار هذه اللحظة" كنت قد قررت أن أعطي نفسي ما يسمى ب "إستراحة محارب" بعيدا عن الكتابة ، إلا أن هذه الإستراحة لم تشمل إبتعادي عن الأخبار المرهقة والتغيرات السياسية وتقلبات الربيع العربي وتجددات الفساد الداخلي والشيخ "العريفي" .! وهذا الأخير جزاه الله خير صرفه للدعاء بفوز نادي كرة قدم في ظل أحداث الربيع العربي المتسارعة وأخبار الفساد المتكشفة هنا وهناك أهم مما سواه ، لذا أنصحكم بتشجيع ذلك النادي فلربما تصيبه دعوة الشيخ "حفظه الله" .! أما أمر الربيع العربي فيبدو لي أن تونس الوحيدة التي باتت تتمتع بالربيع ، أما مصر فأظن أن الوضع لازال شتاء تمطرنا فيه كل يوم سحب الأخبار بنبأ جديد ، لكن فصل الخريف لا زالت تتساقط فيه كل أوراق الشباب والأطفال والنساء والشيوخ في شام البطولة من جراء ريح "بشار" و"شبيحته" الفاسدة التي لن يدوم ظلام ليلها فالفجر بات قريبا بإن الله ، إلا أن هناك فصل خامس يدعى فصل "التمغّط" لازال يطل بأنسامه على اليمن السعيد سائلين الله أن لا "يطق لهم عرق" في ظل "تمغّط" الرئيس .! وفي خضم هذه الأحداث المتسارعة لا يزال "الفساد" المستشري ينعم بالصحة والعافية في ديارنا بكل اقتدار ، فبالأمس تكشفت صورة لجانب آخر يوضح المدى العميق الذي بلغه هذا الفساد في جسد الوطن حيث هناك من يدعي وجود مقار حكومية متكاملة بعدتها وعتادها وموظفيها ورواتبهم ، وفي الأخير مجرد حبر على ورق وميزانية هذه المقار في الجيب .! فما تم اكتشافه حول مركز صحي بارق بمنطقة عسير أمر يدعونا للتسائل : كم من مركز صحي "بارقي" لدينا ؟! بل كم من مقار حكومية أو مشاريع وهميه في جميع قطاعاتنا ؟! قال لي أحدهم يوما أن هناك من طرح نفس المناقصة لنفس المشروع بأسماء مختلفة لعدة مرات ، والسؤال الأكثر إلحاحا هو : أين الرقابة ؟! أم أن الرقابة مجرد مراجعة أوراق وعدم الوقوف المباشر على المشاريع ؟! لقد هرمنا ونحن ننتظر لحظة إجتثاث "الفساد" من جذوره .