...فكر عابث ومتجاوز سيطر بعدته وعتاده على صناعة الإعلام التجاري المشاهد عبر تعاطيه لنافذة الموروث الشعبي في بلادنا ..!! ..وسيل جارف تكتظ به رسائل الدهماء والبسطاء من الناس .. تتناثر على شريط هذه النوافذ وهي تنقل لنا تعبيرا هادما وإصرارا صريحا على تفكيك الروابط المجتمعية المتماسكة ..! ..وحبكات برامجية مرتبكة تدعو إلى استنطاق العصبية الفجة ، ومعها الصورة المشوهة في الانتقائية لما يحفل به وطني من موروث وعادات مجتمعية راقية وعريقة وفذة .. ..تأملوا ما يحتويه و يسكبه هذا الفضاء الشعبي المسطح ضد (المجتمع الواحد) ، ويصر على تكريسه البليد والمكشوف في تغييب الموروثات والقيم والعادات التاريخية عن الصناعة الإعلامية المحترفة والمثقفة والتي تحفل بها منا شطنا الصيفية والربيعية وغيرها وهي طافحة بروح الشجن والتحليق والإبداع .. إنهم يصرون على ظهورها(إن سمحت لهم لغة الانحدار والسقوط في وحل العصبية بما هو مشوه وتعيس) باختيار عرضه ومشاهدته في الوقت الميت ..! ..قد لا يعنينا كثيرا هذا التزوير والشطط المتعمد بتغييب المدهش من تراثنا بقدر ما يجرحنا ويشقينا ما تمطرنا به مثل هذه القنوات المخجلة من فتح عظيم للتعليقات الهابطة والمراهقة على أشرطتها أو (شاتها) المسموم بقذف هذا والتمجيد بقبيلة ذك وبتبادل الأخبار والمواعيد والترميز والمتاجرة بأسماء الفتيات من خلال هذا الإعلام الرخيص ..!!! ..إن مثل هذا الصنيع الإعلامي (الهش) حين يمضي هكذا عاريا من الضوابط والقيود والمسؤوليات فإننا سنشهد في القادم من السنوات قناة فضائية شعبية تحمل قضايا كل قبيلة وربما يضيق الجهل بهم فتأتينا أسرا وأفرادا تحترف هذا التعاطي الفج والسفيه والمحزن حد البكاء ...! ..إننا أيها الأصدقاء لا يمكن للعقلاء أن يمرروا شعارات هذه القنوات وتسويق بعضها لحكاية (المجتمع الواحد) أو (نحن بعون الله نرعى وحدتكم الوطنية) أو حتى (دعونا نهايط فقد نكون الأفضل) ..!!!! ..وفي النهاية .. إذا لم نتمكن بحق من احتواء هذا المد الإعلامي التجاري المتجاوز فإننا حتما سنسلم رقابنا وبالذات أجيالنا لمنهج العصبية والعودة بكل أسف وخيبة إلى مغبة الجاهلية الأولى ونقضي حينئذ على ثقافة وحدتنا وترابطنا وتماسكنا الذي أمرنا به ديننا ومنهجنا الإسلامي القويم الذي يدعونا إلى التلاقي والتآخي والتوحد والالتفاف مع بعضنا وينهانا عن الظنون والتشكيك ويحذرنا من إيقاظ الفتنة النائمة والتي تتزعمها مثل هذه القنوات العابثة .. !! شاردة 0 فاجعة أن يبقى العرابون لهذه السوءات والفاقدة للأفق المهني المحترف والبعيدة عن قراءة المستقبل واستشرافه .. تضرب في مفاصل لحمتنا الوطنية وبلا رقيب أو حسيب ..!!!