إعلان الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد عن الرقم 19991 عن كيفية الإبلاغ عن قضايا وممارسات الفساد ، هو تشكيك في عجزها على القيام بدورها الكامل في مكافحة الآفة الخطيرة التي تفشت في قطاعاتنا ، من فساد أسهم كثيراً في إضرار المجتمع بكافة شرائحه. إن دور الهيئة كبير إذا كانت جادة في القضاء على ظاهرة الفساد وليس عن طريق المواطن ، إذ يجب أن تقوم هي بالبحث والتحري من خلال لجانها وأعضائها بمتابعة الإعتمادات المالية لكل وزارة متابعة دقيقة ، والتأكد أن المبالغ التي رصدت تسير في مسارها الصحيح ، لكن أن تعتمد على المواطن ولو بجزء يسير من واجبها هو نوع من التخلي عن المسئولية ، وأجزم أن أي مواطن لن يحشر نفسه في قضية يكون طرفاً في المساءلة ، إلا إذا كان هذا الفساد متضرر منه هو شخصياً. إن قضية الفساد مرض مستفحل في مجتمعنا ويصعب علاجة الا بالعزم والحزم والتصميم في محاسبة المفسدين أياً كان من كان ، وهذا ما أكده خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ، عندما أقر هذه الهيئة ، لكن للأسف ورغم مضي أكثر من عام كامل على هذه الهيئة ، لازال الفساد يزداد شراسة . الفساد الإداري هو الذي وقف حاجزاً قوياً في تثبيت معلمي ومعلمات محو الأمية وموظفي البنود ، وهو أيضاً الذي ساهم في التهاب الأسعار يوماً بعد يوم ، وهو كذلك الذي جعل قطاعاتنا الصحية تسير للخلف ، تدفع تعالج ، لا تدفع ليس هناك علاج ، والأجانب هم المستفيدين ببركة معارفهم من الأطباء والفنيين ، إذاً ماذا قدمت وفعلت هذه الهيئة ، لكن أخشى ما أخشاه أن يكون أصاب أعضاؤها عدوى الفساد . إن دور الهيئة لا يجب أن يكون محصوراً في الفساد المالي فقط بل يجب أن يشمل جميع الجوانب التي تضر بالمواطن المسكين سواء مالياً و إدارياً أو وظيفياً و صحياً أو معيشياً وحتى أمنياً . إن طريقة البحث المكشوفة لا تعطي إيجابية متكاملة ما لم يكن هناك بحث سري يقوم بدور المواطن العادي ويحشر نفسه في كل قطاع ليبحث عن الحقيقة ، وأنا أجزم أن الهيئة ستصاب بالذهول من عظم الفساد المتفشي في جميع صوره حتى في القطا الصغير . وختاماً...اللهم أرحمنا برحمتك الواسعة إنك سميع مجيب ... علي عبدالله الشمالي [email protected] البكيرية