البنوك الورقية إن الابتكار والإبداع في المنتجات المصرفية الإسلامية واسع جداً والعمل على تطوير المنتجات المصرفية الإسلامية الموجودة قائم بسبب تحديدها لدائرة الممنوع وفتحها المجال بشكل واسع للمباح ولكن المشاكل والصعوبات التي يواجهها هذا المصرف بأنه ليس مدعوماً إلا من قبل الأفراد فقط . فإذا رجعنا لبداية نشأة هذه البنوك الإسلامية بالمملكة العربية السعودية سنرى بأن العملاء هم الذين جعلوا البنوك تحول جزء من معاملاتها إلى شرعية وإلى وضع هيئة رقابية شرعية ، مما جعل البنوك جميعها تتعامل بصيغة واحدة وهي المرابحة وكأنه لا يوجد غيرها من الصيغ الإسلامية الفعالة في عملية التمويل و الاستثمار في البنوك الإسلامية . وللأسف الشديد أصبحت بعض البنوك تتعامل مع هذه الصيغة بشكل ورقي فقط بحيث لا يوجد بيع وشراء حقيقي للسلعة وتملكها من قبل البنك لذلك سميتها بالبنوك الورقية ! الأمر الذي يثير اندهاشي أنه هل وصل بالبنوك التهاون بالمعاملات الشرعية لدرجة وضعها بشكل صوري فقط ! لماذا ؟ و ما الفائدة من ذلك؟ لقد أصبحت بعض البنوك تحاول تكييف الصيغ الإسلامية بالتمويل التقليدي مع أن الاختلاف بينهم كبير، وأهملوا جانب التفكير في تطوير منتجات مالية تجعل البنك يستخدم عدد من الطرق التمويلية والتي ستساهم في جعل مستوى المخاطر يقل بسبب تعدد طرق التمويل . وإذا أردنا جعل البنوك تبدع و تستخدم طرق تمويل مربحة و متوافقة مع الشريعة يجب على البنك المركزي أن يهتم بتطوير منتجات المصرف الإسلامي من ناحية صحة تطبيقها في البنوك ووضع حد أعلى لعمليات المشاركة والإجارة و المرابحة وغيرها من العمليات المصرفية الإسلامية وأيضا وضع نظام تمويلي إسلامي للملجئ الأخير للسيولة بحيث يبتعد(البنك المركزي) عن دعم البنوك الإسلامية بتمويل تقليدي المصاحب للفائدة ، ويفكر بمعاملات إسلامية تساهم بدعم البنوك الإسلامية بشكل أفضل . هذا سيضعنا بأول خطوة لعمل تمويل واستثمار إسلامي متطور . مهند عبد العزيز المهنا طالب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قسم الأعمال المصرفية