رمضان والنظرة السلبية للمسلسلات السعودية ..!!! في كل عام يهل علينا شهر رمضان شهر البركة والخير ومعه تهل علينا جملة من المسلسلات الرمضانية التي انشغل على إعدادها عدد كبير من الممثلين والمخرجين والمنتجين، ينتظر معظم المشاهدين ما سيتم عرضه لهم خلال هذا الشهر الكريم على معظم القنوات التلفزيونية، وفي كل عام يكون للمسلسلات السعودية حصة الأسد ولكن جميع هذه المسلسلات توجهها واحد وفكرتها متشابهة، التركيز على الكوميدية يحتل مساحة واسعة والتهريج يسيطر عليها مستغلين سلبيات المجتمع لتكوين المادة الفكرية لهم وكان المجتمع السعودي لا توجد به أي ايجابيات، متجاهلين أن المشاهد لهم ليس المواطن السعودي فحسب بل أعمالهم تعرض على كل الأقطار العربية ويشاهدها كل مقيم داخل المملكة على اختلاف جنسيته ولهجته بنفس الكم الذي يشاهده المقيمين في الدول العربية وعلى الأخص الخليجية. مع هذا التوجه السلبي الذي ينتهجه جميع المنتجين لهذه المسلسلات السعودية يتولد لدي الآخرين شعور سلبي بأن هذا المجتمع به من السلبيات الشيء الكثير وما هذه المسلسلات سوى جزء من هذه السلبيات وعام بعد عام يزداد هذا الفكر عن مجتمع يحتضن الحرمين الشريفين وحكومته لها أيادي بيضاء في جميع أقطار العالم وتهوى أليه الأنفس المسلمة كل عام، ولكن للأسف سخر إعلامه لتنفير المجتمعات عنه وسيطرة فكرة الفكاهة الرخيصة لسلبيات المجتمع لإنتاج مواد تلفزيونية لعكس صورة مظلمة عن مجتمعه. يحتوى كل مجتمع على كم من السلبيات يقابله كم من الايجابيات ودور الإعلام بلا شك تسليط الضوء على كلا الجانبين وبقدر متساوي دون التركيز على جانب دون الأخر حتى لا تتكون صورة من جانب واحد لدي المشاهد وتصبح هي المسيطرة على فكر المواطن والمقيم والزائر لهذا المجتمع خاصة في زمن الإعلام المنفتح الذي أصبح دوره اكبر وأعمق من نقل الإخبار وتقديم مواد تلفزيونية بسيطة الإنتاج وسطحية الأفكار فالإعلام اليوم يحتل مكانة هامة لدي المجتمعات عن طريقه يتم بناء صور ايجابية لمجتمعات وكيانات ودول وعن طريقة يتم تغير صور وأفكار وعبر وسائله يتم توجيه الفكر والبصر نحو أهداف محددة ومدروسة بعناية. نعم نحتاج استغلال هذه النهضة الإعلامية الحاصلة اليوم لتوجيه إبصار المسئولين لما يتم ممارسته من سلبيات في بعض القطاعات الخدمية والاجتماعية لتتم معالجتها ولكن لا نفرض التوجيه السلبي حتى لا يعتقد بأننا مجتمع سلبي عديم الايجابية. فالإعلام وسيلة هامة وحيوية لإظهار ما يحتضنه المجتمع من ثقافة وفكر وحسن تعامل بذات الدرجة التي يمكن أن يستغل به لإظهار الجوانب والسلوكيات السلبية للمجتمع ليتم معالجتها والقضاء عليها. المسلسلات السعودية الرمضانية تحمل سلبيات المجتمع كل عام معها أصبحت مشاهدتها نوع من الروتين اليومي الرمضاني ولم تعد مؤثرة في المواطن أو المسئول بتلك الدرجة التي كانت عليها في الماضي القريب، نعم تم تعديل بعض السلبيات البسيطة عندما تم عرضها في احد المسلسلات ولكن ليس لان ذلك المسلسل تطرق لها ولكن لأنها زادت عن الحد المعقول وحتى لا يضن بان مجتمعنا أصبح مرتعاً للفوضى والهمجية المفرطة. أمنية.. أن نشاهد أعمال هادفة تحمل قليل من السلبيات وكثيراً من الايجابيات والتوجيهات، وأن يتم طرح السلبيات من منظور التوجيه الحسن لا من منظور الانتقاد التهريجي الرخيص الذي يصلح ولا يعالج. المهندس/عبدالله عمر العمودي