المسلسل الكوميدي «بيني وبينك» من المسلسلات الرمضانية التي تجذب المشاهدين لمتابعتها، غير أنه هذا العام لم يكن بالمستوى المطلوب ودون ما يأمله الجمهور، حيث لوحظ غياب شبه كامل للكوميديا الناقدة فيه، وغياب تام لثقافة النقد والسخرية، إلى جانب التسطيح الذي ظهر عليه طاقم العمل، ابتداءً بالممثل حبيب الحبيب وانتهاءً بالفنانة عبير أحمد، وما زالت الحلقات حتى الآن تدور في حلقة مفرغة وسطحية تخلو من المضمون، ومع ذلك فهناك بعض الاجتهادات من الفنان راشد الشمراني وعمر الديني وحسن عسيري لرسم بعض الابتسامات «الخاطفة» ولكن دون توجيه نقد لاذع للحياة الواقعية، إضافة إلى غياب المفهوم الواضح للحلقات التي تعرض. وباتصال هاتفي مع الفنان والمنتج عمر الديني عن سبب البداية الباهتة للمسلسل قال: المسلسل لا يزال في بداياته وهو عبارة عن ثلاث حلقات في حلقة واحدة تتضمن إحداها (كرتون)، ونحن حاولنا أن نظهر هذا العام بشكل مغاير فلا تستعجلوا الحكم. والمعروف أن مسلسل «بيني وبينك4» تعرّض للعديد من الأحداث قبل بداية التصوير، ومنها غياب الفنان فايز المالكي والذي كان يشكّل ثنائيا مميزا إلى جانب حسن عسيري، ولكن غياب المالكي يبدو واضحاً للجميع ولم يستطع حبيب الحبيب سد ولو جزء بسيط من الفراغ الذي خلّفه غياب المالكي. وقد حاول طاقم العمل في أولى الحلقات أن يعالج إحدى الأمور الاجتماعية والتي تمحورت حول الفتاوى الشرعية، وحاولوا أن يصلوا إلى معالجة القضية، ولكن المشاهد لم يصل إلى ذلك! لتأتي الحلقة الثانية والثالثة رتيبة لا تحمل في طياتها سوى الإضحاك والتهريج الممل! حلقات المسلسل حتى الآن ما زالت تفتقد إلى الحبكة الفنية وتخلو من القصة الاجتماعية الواضحة مقارنة بالأجزاء الثلاث الماضية، حيث أن أغلب الأحداث التي عُرضت في الحلقات الماضية، تتمحور حول شارع فيه أحداث غير مفهومة، ومن ثم كارتون «راقص» غير واضح، لينتهي المسلسل فجأة في منزل تدور بداخله أحداث مليئة بالصراخ!المسلسل قبل عرضه كان يتحدث أبطاله بأنه ينتقد الواقع الاجتماعي بكل تفصيلاته وحيثياته وسيسلط الضوء على السلبيات ومعالجتها وإظهار الإيجابيات، ولكن عند عرض المسلسل لم يتم فيه معالجة أي قضية واضحة حتى الآن.وبالعودة إلى الكوميديا الناقدة التي كان من المفترض أن تكون في المسلسل، فقد لوحظ غياب الجرأة في الطرح ومحاولة الهبوط بالمشاهد إلى تقديم أحداث هامشية بعيدة كل البعد عن اهتماماته وآلامه، عكس مسلسلي «طاش ما طاش» و«سكتم بكتم» اللذين تزودا بالجرعة الكبيرة لطرح قضايا المجتمع السعودي ومعالجتها بالشكل المطلوب.