حلم تملك منزل اليوم .. للأقوياء فقط ..!!! أن حلم تملك منزل يعد من الأحلام التي يشترك فيها جميع الأشخاص في أي مجتمع كان ، فأي شخص منذ بداية حصوله على عمل مهما كانت طبيعة ذلك العمل وهو يبدأ في تصور هذا الحلم وكأنه أصبح حقيقة ، يخطط كثيراً ويرسم الأماني على صفحات أجمل الزهور الوردية ويستفسر عن الأفضل وعن الطرق التي يجب عليه أن يسلكها ليحقق حلمه ويتوقع أنه تملك منزل حياته يوماً وأصبح من أصحاب الأملاك والعقارات. هذا الحلم حق مشروع للجميع ولكن تحقيقه اليوم أصبح ضرب من الخيال في دولة لا تعاني مشكلة في المساحة مقارنة بعدد سكانها ، في دولة هيئة لمواطنيها قروض مخصصة لتحقيق هذا الحلم ، وشجعتهم لتقديم للحصول على هذا القرض الحسن والذي يتم إعفاء الملتزم في سداده عن سداد عدد من الأقساط ، ولكن أسعار العقار في تزايد وقيمة قرض صندوق التنمية العقارية ضل كما هو منذ أنشاء الصندوق نعم تمت زيادته ليصل إلى 500 ألف ريال قبل عدة أيام ، ولكن هل 500 ريال تكفل للمواطن تأمين مسكن مناسب له ولأسرته ، فأسعار الأراضي وصل لأسعار فلكية "تحديداً في المدن الرئيسية" حيث يجب على المواطن الذي يرغب في الحصول على قرض صندوق التنمية العقارية أن يكون يملك أرض باسمه ، ومن أجل تحقيق ذلك الشرط فأنه يجب على هذا المواطن التفكير والتخطيط أولاً لتملك الأرض ومن تم التقديم للحصول على قرض صندوق التنمية العقارية والانتظار عدة سنوات للحصول عليه كما هو متبع. ولتحقيق حلم أمتلك الأرض نفترض أن متوسط رواتب السعوديين هو 6000 ريال شهرياً وأراد المواطن تملك منزل ولا يملك أرض ليتقدم للحصول على قرض صندوق التنمية العقارية فأنه يتوجب عليه الاقتراض من أحد الشركات التمويلية أو أحد البنوك ليتمكن من شراء الأرض وعلى افتراض أن سعر الأرض 200 ألف ريال فقط (الأرض في منطقة بعيدة نوعاً ما عن النطاق العمراني) ونسبة ربح الممول 3% أي 6000 ريال سنوياً وفترة السداد 5 سنوات أي أن هامش الربح الإجمالي 30ألف ريال فيصبح إجمالي المبلغ 230ألف ريال والقسط الشهري 3833 ريال وهذا ما يعادل 64% من راتب المواطن وهذا يخالف تعليمات مؤسسة النقد وعليه فأنه يتوجب على هذا المواطن توفير مبلغ لا يقل عن ربع مبلغ الأرض (50 ألف ريال) وذلك بطريقة الاقتراض الشخصي أو الاقتراض من خلال الشركات الأخرى غير المرتبطة بنظام شركة "سمة الائتمانية" والمعروف عن تلك الشركات التمويلية التي تتخذ من التجارة العامة ستار لها أنها تفرض عمولات مرتفعة على من أرد الاقتراض منها لعلمها أن من وصل أليها طرق جميع الأبواب ووجدها مقفلة ولا خيار له غيرها. وعندما يقترض هذا المواطن مبلغ 50 ألف ريال من أحد هذه الشركات وبعمولة نفترضها 20% وهو الحد الأدنى المتوقع لهذه الشركات التمويلية ولمدة سداد 3سنوات أي 10ألف ريال لكل سنة كعمولة اقتراض بإجمالي 30ألف ريال ويكون إجمالي المبلغ الذي يتوجب على هذا المواطن سداده هو 80 ألف ريال وعليه يتوجب عليه سداد مبلغ "2222ريال شهرياً كقسط شهري لمدة 3 سنوات يتم إضافة مبلغ قسط قرض 150 ألف ريال الأخرى وهو 2875ريال شهرياً حيث أن المبلغ المستلم 150 ألف ريال وعمولة القرض 22500ريال فيصبح إجمالي المبلغ 172500ريال. ليصبح هذا المواطن ملزم سداد مبلغ (5097ريال شهرياً) بينما راتبه الشهري 6000ريال ، أترك عملية إيجاد الحلول لهذا المواطن للقارئ الكريم. مع العلم أن هذا المواطن ليس باستطاعة والده مساعدته وكذلك والدته ولا يوجد لديه دخل أخر ووظيفته لا تمنح حوافز تشجيعية أو زيادة دورية فهي وظيفة جيدة عندما ننظر لمقدار الراتب مقارنة لما يحصل عليه شبابنا من رواتب اليوم ، وهذا المواطن يخطط أيضاً للزواج وتكوين أسرة كريمة له. المهندس/عبدالله عمر العمودي