العاصفة تعصف بالعاصمة !! لم يكون يوم لاثنين التاسع عشر من جمادى الأول من هذا العام يوما عاديا على العاصمة الرياض ، فرعد وبرق وعاصفة وأمطارا وخوفا وقلوبا ترجف ودعاء وشوارع مغلقة وسيارات معطلة ، هذا كله في الرياض ،لست من سكان أهل العاصمة ولكن ما تناقلته وسائل الأعلام وعبر محادثات مع بعض الأصدقاء هناك وصفوا لنا الواقعة وشاطرناهم أحزانهم وخوفهم وكذلك دعونا لهم بالسلامة ، مثل يوم الأربعاء الحزين الذي أصاب مدينة جده في يوم التروية ، وهذا كله قدر من الله عز وجل نحمده على كل حال ، ولكن نحن حاجة إلى ثقافة المطر والعاصفة وكيف نتعامل معها قلت في مقال سابق في هذا المكان عندما جرفت السيول مدينتنا عروس البحر الأحمر ، يجب نشر ثقافة للمجتمع كيف نتصدى لمثل هذه الكوارث الطبيعية التي قد تهاجمنا ونحن في سبات عميق وغير قادرين على رد الخطر الذي يحوم حولنا ، نقف أمامه مكتوفين اليدين من غير حول لنا ولا قوة ، أعجبني مقال للاستاذه جهير المساعد بعنوان (ثقافة المطر ) الذي نشر بجريدة عكاظ عندما قالت (لماذا ليس لدينا ثقافة العواصف! لماذا لم يعلمونا ماذا نفعل إذا داهمتنا فجأة أمطار أو عواصف أو حوادث على الطريق! لماذا همنا أن تسير العجلة في حياتنا ولا يهمنا إتقان التوعية والتثقيف كضرورة لحياتنا! لماذا يبلغ منا الإنسان ما يبلغه من العمر والدراسة ثم يكتشف أنه لا يعرف شيئا! وأنه تحت تهديد القطرات المتساقطة لا يعرف ماذا عليه أن يفعل!) انتهى دعونا نتأمل لما حصل وكانت عندنا الإمكانيات والخبرات والثقافة لدى جميع أفراد المجتمع لكان هناك تقليل من نسبة الخسائر التي أصابت كثير من المتضررين . نحن نفتخر بالمواقف البطولية التي شاهدنها وسمعنا عنها من بعض الشباب في مساعدة الناس ووقفاتهم البطولية التي تدل على أنهم وقت الأزمات تجدهم حاضرين يعرضون أنفسهم للخطر من اجل الآخرين . لله درهم من رجال اثبتوا أنهم قدر تحمل المسئولية حتى في أصعب الأوقات ، ونهم رجال مواقف وأي مواقف !! هؤلاء هم رجال هذا الوطن الغالي الذي يضحون من اجله ، لا ينتسبون لجهة معينة ولا وزارة معينة بل دفعهم لهذا الشهامة والرجولة ، أنهم مواطنون قد يكون منهم الطالب والعاطل والمريض والفقير والبدوي والحضري ولكنهم وقت الأزمات يصفون صفا واحدا ، نحن ننادي بصوت واحد علمونا ماذا نفعل إذا داهمتنا فجأة أمطار وعواصف وحرائق وحوادث ....!!! أ. علي الغامدي