مع استمرار العاصفة الترابية «الغبرة» على منطقة جازان لليوم الثالث على التوالي وتدني الرؤية الأفقية التي أدت إلى اقتلاع الأشجار وانقطاع التيار الكهربائي وبعض حوادث السيارات، تكون توقعات الخبراء بأن تلك الأجواء ستتأثر بهطول الأمطار على كامل المنطقة خلال الأسبوعين الماضيين، خالفت خبرة كبار السن الذين أكدوا عكس ذلك. وقال الشيخ علي بن جدة (90 عاماً): «إن الغبرة لا تتأثر بهطول الأمطار، ففي بعض المرات نجد الأمطار تهطل في اليوم نفسه الذي تهب فيه العواصف الترابية، وكنا إذا هبت العواصف نتأمل الخير، لاحتمال هطول الأمطار، وفي بعض الأحيان يمر علينا موسم كامل من دون أن نحصل على أي مطر من شدة الغبار». في المقابل، يقول الشيخ سلمان الودعاني (75 عاماً): «كانت تهب علينا العواصف الترابية، ولم نكن نعرف العمارات والمباني المسلحة، إذ كنا نسكن في منازل من القش والأخشاب، وكانت تتخللها ذرات التراب، ولا أظن أن هذه الأجواء تغيّرت، ولكن طبيعة الإنسان هي المتغيرة»، ويضيف: «فجيل اليوم يتأثرون كثيراً بهذه الأجواء لأنهم لم يتعودوا على حماية أنفسهم منها، أما نحن فتعودنا على تلك الأجواء، وإلى الآن نذهب إلى مزارعنا وقت هبوب «الغبرة»، ونستذكر ماضينا وحاضرنا الذي عشناه سابقاً ونتمنى لو تعود تلك الأيام من جديد».