الإعلامي المستأجر الإعلام أمانة والكلمة مسئولية والقلم حجة لك أو عليك ، فالإعلام نعمة عظيمة لمن سخره فيما يرضي ربه سبحانه وفيما ينفع الأمة ويفيدها ، وهو نقمة ومحنة لمن سخره في الجانب الآخر المظلم البائس ، فتأثير الإعلام بالغ وآثاره ظاهرة فامتطى صهوته فريقان أحدهما رغم ضعفه وقلته إلا أنه يقدم شيئاً يحسب له لا عليه ، وينفع به ولا يضر ، ويغنم منه ويغنم ،وهو الذي سخره لنفع الناس ، أسأل الله أن يبارك في هذا القليل وأن يكثره وأن يوليه ، أما الصنف الآخر فهو إعلامي مستأجر لأجندة استعبدته وقادته لتنفيذ أهدافها وتحقيق مبتغياتها فخان الأمانة وضيع المسئولية ونسي ذاكم الموتور أو تناسى أن المال يفنى والمنصب يذهب والعمر والدنيا كلها فانية ولكن لا ادّكار لباعة الضمائر وخونة المجتمعات والمبادئ ، نسي ذاكم المشئوم أو تناسى أن : ما من كاتب إلا سيفنى *** ويبقى الدهر ما كتبت يداه فلا يكتب بكفه غير شيء *** يسره في القيامة أن يراه إن ذاكم المستأجر لأجندة سياسية أو جماهيرية أو خارجية حاقدة على المجتمع وخصائصه لن يبقى له أثر ، ولن تجد بركة في تركته ولا تراثه ولا حياته كلها فأمّا الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) . وكما قيل: ما كان لله يبقى وما كان لغيره يفنى. وهذا ظاهر في كل شيء ( لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليلٌ ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد ). خرج في أمتنا أقوام من بني جلدتنا ويتكلمون بلغتنا تأثروا بالشرق أو الغرب فأصبحوا معاول هدم ، ودعاة إفساد في أمتهم ومجتمعاتهم ما هم بأمة أحمد *** لا والذي رفع السماء ماهم بأمة خير خلق *** الله بدءاً وانتهاء ليسوا بأحفاد الأئمة المهديين ، ولا العباقرة الراشدين ، ليسوا بأحفاد الفاتحين ، الغر الميامين الذين علموا الإنسانية ، وهدوا بإذن الله البشرية ، فنالوا عز الدنيا والآخرة . إن أولئك المستأجرون زين لهم سوء أعمالهم فرأوها حسنة ، غسلت أدمغتهم ، واستحلت عقولهم فأصبحوا يرون المعروف منكرا والمنكر معروفا ، أصبحوا يهدمون في مجتمعاتهم ويفسدون ، ينالون من مبادئها الربانية وقيمها الأصلية بحجة التطور والنهوض والتقدم وما علموا أن التقدم والعز كل العز في معينهم الصافي التليد الذي نسوه وتناسوه وركضوا وراء الغرب وحضارته المزيفه ، ولم يعلموا أن ما في الغرب من تقدم وعلم إنما هو من الأجداد العظماء الذين لم تعرف أوروبا ولا غيرها العلوم والنهضة والحياة الكريم إلا من خلالهم ، فصدرنا لهم كل جميل وصدروا لنا أسوأ ما عندهم لما وجدوا من يتبناه ويدعوا إليه ليل نهار خاصة في وسائل الإعلام من خلال الإعلامي المستأجر الخائن . عبد الله عوبدان الصيعري - شرورة [email protected]