( أبي افتفسر ) لوسمحت ياخوي أبي (افتفسر) من الموظف .. ! بهذه العبارة تخطى ذلك الجلف طابوراً طويلاً من الناس المنتظرين ليتصدر الركب ويصبح أمام شباك الموظف وللمعلومية فما بين القوسين كانت تعني كلمة ( استفسر ) ولكنها على مايبدو كانت صعبة النطق على صاحبنا فقالها بطريقته الخاصة والمميزة . وعندما طال به المقام أمام الشباك تكلم أحدهم بأن عليه بعد الإستفسار أن يعود الى مكانه في الطابور ! أتدرون ماذا كانت اجابة ذلك الجلف ؟ لقد نظر اليه بنصف عين ثم قال : ياخوي وأنت مالك الرجاجيل سامحين لي الله ياشين اللقافة قالها وهو يلوي عنقه بكل وقاحة باتجاه الشباك ! أرأيتم كيف قلب الموقف لصالحه وهو المتطفل على طابور بأكمله وكلهم لديهم من المهام والأشغال ماتجعله يتمنى الإنتهاء بسرعة والذهاب الى أشغاله . هي صفة ذميمة ولاشك ولكن البعض يمارسها أو لنقل إنه تربى عليها وأصبحت سجية وطبيعة تجري منه مجرى الدم فمثل هؤلاء يعتقد أنه أذكى من الجميع وأن هذا التصرف يعد من صميم المرجلة والذيابة . وعندها عرفت أن الأمم لن ترتقي إلا بإرتقاء الوعي لدى أفراد مجتمعها ورقي ممارساتهم العملية في مضمار الحياة . حسن الشمراني