لعل من أبرز سلوكيات بعض من فئات مجتمعنا السعودي وخاصة الشباب عدم التزامهم بالنظام ويتلذذ بالقفز على أبجدياته، فلا يمكن أن تجد طابورا في أي مرفق سواء أكان حكوميا أو خاصا، ويستبدل عندنا الطابور المنظم بأكوام بشرية تتجمع أمام شباك الموظف أو تتحلق حول مكتب المدير، ويرى كثير منا أن وقوفه داخل صف منتظم لينتظر دوره فيه تقليل من شأنه واحتقار لأمره، حتى وإن افترضنا جدلا وجد ذلك الطابور في مرفق ما فلا بد أن تجد من يكسر ذلك ويتجاوز الجميع ليصل إلى شباك الموظف، يتكرر هذا المنظر المؤسف عند إشارة المرور أيضا فتجد من يركب الرصيف متجاوزا أرتال السيارات ليقف في المقدمة، أما التدخين في المرافق العامة فحدث ولا حرج ، ففيها تجد المدخنين غير آبهين بلوحات منع التدخين. ولا أدري لماذا يتميز أولئك البعض من مجتمعنا السعودي بهذه السلوكيات السلبية والمتمثلة في حب كسر النظام عن غيرهم من المجتمعات الأخرى، ولعل تلك الفئات عاشقة الفوضى واللا نظام لا تدرك مدى جمال النظام وسرعة إنجاز العمل داخل إطار النظام، وإن اتباع النظام واحترام الآخرين واللباقة في التعامل والتحلي بالآداب مؤشر حضاري ناهيك عما فيه من تسهيل وسرعة في إنجاز ما تحتاج إليه بطريقة سهلة وسلسة ، وتلك الفئات تقف على طرفي نقيض مما تعمل فهي إن سنحت لها الفرصة للخروج إلى بلدان أخرى لغرض السياحة أو العلاج أو نحوه تجدهم أكثر الناس اتباعا للنظام و أحرصهم على التقيد بأنظمة البلد المضيف، قد يصل الأمر ببعضهم أن يترقب للوحات (ممنوع التدخين) قبل أن يخرج السيجارة من جيبه خوفا من عاقبة ما يصنع فيتحرى الأماكن المسموح فيها بالتدخين وكذلك يقف في الطابور مهما طال دون أن يبدي أي انزعاج من ذلك، كما يلتزم تماما بالنظافة العامة فلا يترك أثرا لمكانه إن هو أكل أو شرب في مكان عام ، وهذا الأخير والذي تتجسد فيه روح المثالية في خارج البلاد هو ذلك الفوضوي الكاره لاتباع النظام والالتزام بالآداب في الأماكن العامة في بلاده. ياسر أحمد اليوبي