غزل طبيعي..!! الغزل هو ذكر محاسن الأخر إعجاباً به ، فذاك يغازل حسن أخلاق شخص وأخر يغازل أسلوب شخص أخر ، وليس بالضرورة أن ينحصر الغزل في الأشخاص بل الغزل قد يكون في الأماكن والأشياء فهناك من يغازل هندام شخص أو مدينةً معينة وما فيها من أماكن جميلة ويكون ذلك بصورة إعجاب مفرط يصل لمرتبة الغزل ، ولكن ارتبطت كلمة الغزل بالمرأة بشكل كبير فعندما تذكر هذه الكلمة يتصور الشخص أن المتحدث سوف يتطرق بشكل مباشر لمحاسن امرأة معينة ، ولا يخطر في فكره انه يمكن أن يكون الحديث عن شيء أخر غير المرأة. وقد قيل في الغزل الكثير والكثير شعراً ونثراً وكان معظم ما قيل تغزلاً في المرأة وما تحمله من صفات جمالية تعجب الرجل وتصورها له في مواقع تحرك أحاسيسه ومشاعره ، ولكن هناك غزلاً طبيعياً يقوم به جسدنا ليغازل وجداننا ، معه يخجل شخص ويغضب أخر ويبحث أخر عن حل ، لا يفرق بين شخص وأخر عندما يبدأ في غزله ، لا يراعي المشاعر والأحاسيس ولا يهمه من يرحب به ومن لا يود مشاهدته ، يعرض ما لديه مسرعاً في أوقات وببط في معظم الأوقات ، لا تؤثر فيه المحاولات مهما كانت ، والتي تستخدم من اجل إيقافه ومنعه من مغازلة من استهدفه فهو عنيد في طبعه. انه الشيب يغازل البشر ليجعل بعض الأشخاص يصابون بخجل وغضب وخوف من تقدم السن أو وجود أمر غير طبيعي يصيب أجسادهم من الداخل ، وهو مغازل محترف يقدم غزله بلطف في أحيان وبقوة في أخري ، مع بداية مغازلته تختلف ردة فعل الشخص بين المدافع والراضي وهو لا يبالي وعندما يتمكن من شخص تجده يبحث في كل اتجاه عن حلول سريعة لإيقاف هذا الغزل غير المحبب ، ولكن هناك من يجد في هذا الغزل نوع من الوقار والهيبة. والمعروف بأن الشيب هو عملية تغير لون شعر الإنسان من اللون الطبيعي إلى اللون الرمادي أو الأبيض ، وهي في العادة عملية طبيعية تحدث مع تقدم الإنسان في العمر وبلوغه الكبر وقد وصف زكريا عليه السلام نفسه عند بلوغه الكبر بقوله {ربي إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا}. ويتعرض الناس جميعاً للشيب على السواء ، لكن يختلف وقت حدوثه من شخص لآخر حيث إن من الناس من يشيب في فترة مبكرة عن غيره. وأول ما يظهر الشيب في راس شخص تتردد على مسامعه كلمة \"كبرت والله\" أو \"شيبت\". وقد وصف احد الشعراء نظرة الناس للشيب بقوله: عيرتني بالشيب وهو وقار ليتها عيرتني بما هو عار وقال الآخر: إذا شاب شعر المرء أو قل ماله فليس له من حبهن نصيب. المهندس/عبدالله العمودي