الكتاب 2- 2 هذه المقالة تتمة للمقالة السابقة عن الكتاب ولعلي أبدأها بقول الأول: من خدمته المحابر حملته المنابر،فالكتاب والقلم جناحان يطيران بصاحبهما إلى مصاف العظماء ومنازل الكبراء،فيا لأهمية الكتاب ومنزلته وحسبكم أن الله تعالى جعل رسالته كتاب قال تعالى وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم تهتدون ). إن أهمية الكتاب لا تدرك،لكن كيف هي أحوالنا مع الكتاب،ونحن عندنا أفضل كتب وأعظم ميراث،فعندنا كتاب الله الذي الحرف منه بعشر حسنات إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة فالله تعالى يضاعف لمن يشاء كما أن فيه الخير كله والسعادة أجمعها فهو علاج وشفاء وتسلية ومواعظ وعبر وعلم وفقه وفيه تأريخ صادق وبلاغة لا نظير لها،ومعان لا توصف وكل خير فيه وكل فضل وكل سعادة وكما قال القائل: كل العلوم سوا القرآن مشغلة *** إلا الحديث وإلا الفقه في الدينِ العلم قال الله قال حدّثنا *** وما سواه فوسواس الشياطينِ كذلك سنة رسوله صلى الله عليه وسلم الذي بإمكان أي إنسان أن يحصل على ما يريد من آلاف الأحاديث التي كان سلفنا الصالح ربما سافر أحدهم شهرين كاملين ليحصل على حديث واحد أو ليتأكد من صحة حديث واحد،كذلك كتب أسلافنا العظام والتي ما عرفت أوروبا ولا غيرها العلم والتقدم والحضارة إلا من خلالنا نحن المسلمين لمّا كنا مقبلون على ذاكم التراث العظيم العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة هم أولوا العرفان ذاكم الميراث الذي تنكر له الكثير مع الأسف فُرموا في ذيل القائمة،وفي آخر الركب على الإنسان أن يحرص على كل كتاب فيه نفع وفائدة،وعليه أن يستشير كما ذكرت في المقالة السابقة،فالكثير من الكتب غثاء كغثاء السيل لكن عليه أن ينتقي،المهم أن يقبل على القراءة ويصبر ويصابر حتى تنفتح نفسه ويرتب وقته وبرنامجه عندها يستفيد أعظم الفائدة،أحد الناس حاسب نفسه وأخذ على نفسه أن يقبل على القراءة بشكل يومي ولو بشيء يسير،فرتب لنفسه نصف ساعة قراءة كل يوم فكان لا يمر نصف ساعة إلا وتكاد نفسه تسيل،وبعد فترة يسيرة وإذا بنصف الساعة يمر سريعاً فزاد الوقت إلى ساعة وبعد فترة رأى أن الساعة تمر سريعة فزاد إلى ساعتين،والآن أكثر يومه بل أكثر وقته قراءة،إنما العلم بالتعلم وإنما الصبر بالتصبر،جاهد نفسه ورتب وقته فوفق واستفاد حتى إنه الآن مر على معظم الكتب عندنا خاصة الأمهات الكبرى. أيضاً علينا أن نحرص أن نحبب أبناءنا في القراءة فأولادنا وبناتنا أبعد ما يكونون عن الكتاب مع الأسف إنما إنشغالاتهم بأشياء لا طائل من ورائها إلا من رحم الله علينا أن نحبب القراءة لهم بطرق مختلفة ووسائل شتى منذ الصغر،فنبين لهم أهمية الكتاب وكيف يتعاملون معه ومع قراءته وأن نجعل له مكتبة ولو مصغرة في البيت وأن نذهب بهم في بعض الأيام إلى المكتبات ودور النشر ومعارض الكتب ونحثهم على اقتناء الكتب وأن تكون بعض هدايانا وجوائزنا لهم كتب نافعة،وأن نتكلم في مجالسنا وبحضورهم عن أهمية الكتاب والقلم والعلم قاطبة،وأن نشجعهم على القراءة ونجعل لهم المرغبات والمحفزات عبد الله عوبدان - شرورة [email protected]