خصخصة الوزارة! عجبا حال وزاراتنا وقطاعاتنا الحكومية \"الموقره\" ، فبرغم الدعم اللامحدود من الدوله إلا أننا نكتشف كل يوم أمرا مخجلا جديدا يجعلنا نصلي عليها صلاة الميت بل وندفنها بثياب زفافها مع كامل التقدير والإحترام للقائمين عليها ، لكن وكما يقال \"الشق أكبر من الرقعه\". فبمجرد أن تزور إحدى قطاعاتنا الحكومية تبدأ في اكتشاف تلك الحقائق المخجله دون الحاجة للتمحيص والتدقيق وما خفي كان أعظم فآخر ما توصلت له إحدى دوائرنا الحكومية الموقرة أن تتعاون مع شركات لحفظ الأمن !! ولا تسألوني كيف كان ذلك ، فلقد رأيت عجبا في إحدى وزارتنا حيث ينتشر رجال الأمن والسلامة لإحدى الشركات الخاصة لتنظيم المتقدمين وتوزيع أرقام الإنتظار عليهم ، لا أعلم حقيقة هل عجزت الوزارة عن الاستعانة بموظفين يتبعون لها مباشرة وبالزي العسكري الرسمي ممن تخرجوا من رجال أمن الدولة وحتى تعطي انطباعا أكثر رسمية لجهة حكومية ، أم أنه لابد من اقتسام الكعكه بين الشركة والوزارة حتى تصل في النهاية للمواطن على شكل قالب صغير من الحلوى !! ألم يكن المواطن هو الأجدر والأحق بذلك المبلغ مباشرة خاصة أن الوزارة تعطي ربما ثلاث أضعاف راتبه الإجمالي للشركة التي تستقطب أولائك الشباب وتوظفهم بربع أو ثلث ما تتقاضاه عن كل موظف ، ولن أتحدث هنا عن رؤية المراجعين الأجانب قبل السعوديين حول الأمر المضحك المبكي . أليس الأمر مخجلا أيه القائمين على وزارتنا الموقره ، فكيف يتم التعاقد مع حراس أمن وأنتم إحدى الجهات المنوطة بحفظ الأمن ! أوعجزتم عن تخريج دفعات أمن من خلال معاهدنا العسكرية المترامية الأطراف ، أم ارتأيتم أن شبابنا في غنى عن الوظائف الرسمية الحكومية ، أم أن مصلة القطاع الخاص تفوق مصالح المواطن ! لا أظن أن هناك ما يشفع لمثل تلك الإجراءات الملتويه \"للتوظيف\" المنتهي بلا \"توظيف\" ! لعل من يزور قطاعاتنا الحكومية بشكل عام أو ترمي به ريح المعاملات على إحدى عتباتها أن يجد بما لا يدع مجالا للشك أنه لازال هناك عماله أجنبيه وبنسبة لا يستهان بها ، مما يوجه تسائلا آخر لوزاراتنا الموقره عن مسألة السعودة في القطاعات الحكومية والتي يتحدثون منذ عقود بأنها قد انتهت ، فإذا كان هذا دور القطاعات الحكومية فماذا عسانا أن نرتجي من القطاع الخاص ! ولكم استبشرنا خيرا بوزير العمل د. غازي القصيبي بحكم خبرته العريضه وأفكاره المتجدده وتفهمه لحاجات المواطن إلا أن الوضع لازال كما هو عليه \"إلى اشعار آخر\" . صالح بن فارس