* فجَّر الدكتور عبدالله الربيعة وزير الصحة مفاجأة من العيار الثقيل، حينما أعلن أنه لم يجد في أروقة الوزارة ما يشير إلى وجود ما يُسمَّى بمشروع الحزام الصحي، الذي كان يتغنّى به مسؤولو الوزارة السابقون، ويصرّحون به كلّما زاروا منطقة، أو نشرت الصحف مأساة صحية، أو قصورًا في الخدمات. * عشرات المرّات كان الوزير السابق يعلن في كل مناسبة أن الوزارة شرعت في إنشاء مستشفيات مرجعية تخصّصية في جميع المناطق الرئيسية، يطلق عليها مشروع الحزام الصحي، وتصل السعة السريرية لكل منها إلى 500 سرير، وكنا سعداء بهذا الإنجاز.. * مسؤول آخر ترك الوزارة مؤخرًا صرّح بالأمس أن المشروع لا وجود له على أرض الواقع، وأن خطط التنمية لم تتضمن أي إشارة للمشروع؛ لا من قريب، ولا من بعيد. * ذهب الوزير -ومعه بعض القيادات العليا- وتبخّر المشروع (الحلم) الذي ضحكوا علينا به طوال السنين الماضية؛ ليكشف الخَلَف أن ما قِيل مجرد أوهام، خدّرونا بها، وفقاعات إعلامية (للترزز) والاستعراض. * يبدو أن مشكلة المواطن مع الخدمات في قطاعات أخرى لا تختلف عمّا حدث في الحزام الصحيّ.. لقد مللنا من الخطط الإستراتيجية، ومن الأرقام المليارية، والمشاريع الوهمية التي نقرأ عنها بعد كل ميزانية، وننتظرها سنوات لنكتشف أن مسؤولي الوزارات إمّا أوقفوها، أو أجّلوها، أو أعادوا مخصّصاتها لخزينة الدولة؛ لأعذار واهية، وحجج لم تعْد تنطلي على القصّر.. فما بالكم بالعقلاء؟! * في نظري لو جمعنا تصريحات المسؤولين حول الفرص الوظيفية التي كانوا يعلنون عن توفرها عند كل مشروع يُفتتح، أو يوضع حجر أساسه؛ لتمكنّا من توظيف كل العاطلين، ولعجزت مؤسسات التعليم والتدريب حتّى في بعض الدول عن إمدادنا بما نحتاجه من موظفين للعمل بتلك المشاريع. فأين هي تلك الوظائف؟! • يا سادة يا كرام في وزاراتنا الموقرة، وأجهزتنا الحكومية المصونة، نريد ترشيدًا لتصريحاتكم.. نريد الواقعية في أحاديثكم وخططكم.. نتوسل إليكم بالتكتّم على أحلامكم حتّى تتحوّل إلى وقائع.. فالدولة تنفق.. والقيادة تبذل.. والمواطن يقدّر ويتطلّع.. ولكنّ التنفيذ لازال دون الطموح! همسة: «لا يكفي أن تعرف.. يجب أن تطبّق.. ولا يكفي أن نريد.. بل يجب أن نفعل». (جوته).