معاناة المعلمات في المناطق النائية بالمملكة مستمرة وتزداد تضخماً يوماً بعد يوم ، لهذا السبب رأت إحداهن تصوير معاناتها وزميلاتها مع الدوام في المدارس النائية في مقطع قصير يوثق رحلتهن من ساعات الفجر الأولى وعودتهن قبيل ساعات الغروب . هذه المعلمة قامت بنشر المقطع في اليوتيوب وزودت الوئام بنسخة منه طالبة إيصاله لسمو وزير التربية والتعليم وأصحاب القرار في الوزارة لوضع حد لمعاناتهن اليومية . ويظهر الفيديو عدد من المعلمات في زاوية أحد المساجد الذي يقع على الطريق المؤدي للمدرسة وهن يقاومن بصعوبة نفحات البرد القارس في ساعات الفجر الأولى من ذلك اليوم في موسم شتوي سجل معدل درجات حرارة منخفضة بشدة هذه السنة وخصوصا في المناطق الجنوبية من السعودية . المعلمات لجأن للمسجد للاحتماء به من البرد بعد أن تعرضت إحدى عجلات السيارة التي تقلهن للعطب. وكتبت المعلمة التي نشرت المقطع تعليقاً على تلك اللقطة متسائلة تقول فيه:(هل هذا ما تسعى إدارة التربية والتعليم له؟ تشريد ونزع للأمان من نفوس منسوباتها؟ هل عجزت عن توفير ميزانية لإنشاء منازل بالقرب من المدارس النائية للمعلمات المتينات فيها؟؟ نحن لا نطلب التعيين قرب منازلنا رغم يقيننا بوجود حاجة لتخصصاتنا في المدن الرئيسية والتي غالبا ما تسد بالتعاقد مع مواطنات لسد العجز.. إنما نطالب وزارتنا الموقرة بتوفير سكن آمن مع حارس للمعلمات المغتربات بالقرب من مدارسهن النائية ليتمكن من العطاء فمع انعدام الأمان يا وزارتنا لاتتأملي الكثير من معلماتك ). واختتمت المعلمة تساؤلها بالقول (رب وافيصلاااه انطلقت ملء أفواه معلمات القرى النائية لامست أسماعكم لكنها لم تلامس نخوة وزير وزارتنا) . معاناة معلمات المناطق النائية تمثل مشكلة تواجه وزارة التربية منذ سنوات وتتسبب في حوادث طرق أليمة ذهب ضحيتها العديد من المعلمات وهو ماحدا باللجنة الوطنية للسلامة المرورية إلى حث وزارة التربية والتعليم للتنسيق مع الجهات والقطاعات الحكومية المختلفة لندب محارم المعلمات للعمل في مناطق عمل بناتهم وزوجاتهم . جدير بالذكر أن وزارة التربية والتعليم اتخذت تدابير للحد من أخطار الدوام في المدارس النائية من بينها إنشاء غرف ملحقة بالمدارس الحكومية في القرى والهجر لإسكان معلمي ومعلمات المدرسة إلا إنها جاءت في نطاق ضيق حتى الآن . لمشاهدة مقطع الفيديو: