المنشد ... والمغني... لا يستويان!! بعض الكتاب اختلطت عليه الأمور فلم يستطع التفريق بين المنشد الإسلامي والمطرب الغنائي ,وهذا بلا شك سببه الإغراق في العتمة وضياع البوصلة !! وخلط الفن بالعفن ! المنشد والمغني كلاهما يملك صوتا شجيا مؤثرا..نعم, وكلاهما يشدو بأبيات شعرية ..نعم , وكلاهما يستخدم الوسائل الإعلامية للوصول إلى قلوب الناس ..نعم , ولكن يختلف في النية و الهدف الذي هو مناط التفريق بين كل عملين متماثلين ! فالمنشد يستخدم مهاراته في انتقاء القصائد الهادفة ذات الدلالات الجادة ويقسمها بصوته على مقامات الحداء العربي , ويشدو بها بين شباب المجتمع , فينشر معاني راقية ويرسخ أخلاق عالية تساهم في بناء المجتمع , فله دور ايجابي في البناء الاجتماعي ,أما المغني فهو يستخدم مفاتن النساء ,ومواد التجميل ,والاضاءات ,والديكورات والإيقاعات الغربية الهستيرية ,من أجل الطرب والرقص حتى الثمالة وفقدان العقل, فكلمات الأغنية لها دلالات منحطة وبلهجة محلية ركيكة, على الأغلب وكلها تصب في بوتقة إثارة الغرائز والدعوة إلى الفجور ,وأكثرها ليس له مدلول إلا الدعوة لهدم القيم والمبادئ الراقية , وانحراف الشباب , وله دور في الهدم الاجتماعي!!! فكيف يستويان !؟ أن المغني حين يخلو بنفسه يشعر بتأنيب الضمير بسبب أثر أغنياته في قلوب الشباب والشابات لمساهمته في إثارة غرائزهم ودفعهم إلى ارتكاب المنكرات , ويتهم نفسه بأنه المتسبب في انحراف الشباب من الجنسين و صرفهم عن عبادة ربهم وخالقهم ,أو على الأقل كان مساهما في ذلك , ففي كل حال اختلاط مبتذل , وفي كل خلوة غير شرعية ,وعند كل اتصال مشبوه تجد أحد المغنيين والمطربين حاضرا بصوته ورقصه وتحريضه . أكاد أجزم بأن كل مغني يؤمن بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم مر بهذه التجربة وتفاعلت معه النفس اللوامة للتوبة وشعر بخطأ هدم القيم والأخلاق والفضائل ,وأثر ذلك على أبنائه وبناته , ولكن شياطين الجن والأنس لا يتركونه للتوبة بسهولة لأنه يساعدهم على مهمتهم الأزلية . بينما المنشد حين يخلو بنفسه يشعر بنشوة وفرح لدوره الفعال في الارتقاء بأخلاق الشباب وتحقيق طموحاتهم ,وقربهم من ربهم وخالقهم والاستفادة من الملكة الجبلية \" حلاوة صوته \" لشكر ربه والثناء عليه لقوله تعالى ( وعملوا آل داوود شكرا ) وقال تعالى ( وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم) النحل 76 . وعندما تقرأ هذه الكلمات استحضر في ذهنك أمثلة معاصرة حاولت التوبة فما استطاعت !؟ وإذا أردت المزيد اقرأ سيرة \" الباحث عن السعادة \" رحمه الله رحمة واسعة فؤاد العيسى