اعتبر المطرب المغربي الشهير عبد الهادي بلخياط أن وسائل الإعلام المغربية والعربية بالغت كثيرا في الاحتفاء بخبر اعتزاله أداء الأغاني العاطفية والرومانسية، وقراره التفرغ للإنشاد الروحي والديني. وأكد هرم الأغنية المغربية في حديث لشبكة ( للعربية.نت ) أن قراره الاقتصار على أداء الأغاني الدينية قرار شخصي وعادي ولا يستدعي كل هذا الإهتمام والبحث عن الأسباب، نافيا أن يكون قد قال من قبل إنه اعتزل الفن نهائيا. وتعليقا على اعتزال بلخياط أغاني الحب والفراق وغيرها من المواضيع العاطفية، رحب المختار جدوان، أحد أبرز الأسماء في الغناء الشعبي بالمغرب سابقا، بقرار صاحب أغنية "قطار الحياة"، ووصفه بالقرار الشجاع الذي لا يستطيع القيام به إلا القليلون من الفنانين. وكان بلخياط قد أعلن قبل أيام قليلة اعتزاله الأغاني العاطفية بعد مشاركته في مهرجان موازين الدولي الذي أقيم في الرباط أخيرا بسبب ما أسماه التقدم في السن بالنسبة لمطرب مثله يؤدي الأغاني العاطفية. الاهتمام بالروح وأوضح الفنان المغربي أن قراره التفرغ للموشحات والابتهالات والإنشاد الديني يعود بالأساس إلى كونه يشعر بأنه "كبر" على تأدية تلك النوعية من الأغاني التي تتطرق إلى المواضيع العاطفية والرومانسية. واعتبر بلخياط أنه سيتخصص في الإنشاد الديني لكونه يلبي حاجيات الإنسان في ما يتعلق بجانب الروح والوجدان، مضيفا أنه لا يجب إهمال جانب الروح أو تغليب جانب الطين عليه باعتبار أن الله تعالى خلق الإنسان من طين وروح معا. وزاد المطرب الملقب بصاحب الحنجرة الذهبية، أنه ينبغي على الفنان الأصيل أن يؤدي رسالته الفنية التي على عاتقه بكل أمانة احتراما للجمهور الذي يعطيه كل شيء ويمده بالمشاعر الجميلة التي يحولها الفنان إلى إبداع يرضي به جمهوره المتعطش للفن الراقي.. لكن بلخياط، في اتصال هاتفي للعربية نت معه، أبدى تبرمه من ما أسماه الاحتفاء المبالغ فيه من طرف العديد من وسائل الإعلام والصحف المغربية والعربية التي "نفخت" في قرار اعتزاله للأغاني العاطفية وتوجهه إلى التفرغ للأغاني الدينية، على حد تعبيره. وأكد مبدع أغنية "القمر الأحمر" أن قراره الاقتصار على أداء الأغاني الدينية قرار شخصي وعادي ولا يستدعي كل هذا الاهتمام والتنقيب عن الأسباب والبحث عن الدوافع، نافيا أن يكون قد قال من قبل إنه اعتزل الفن نهائيا. وأردف بلخياط أنه عازم على تأدية الأغاني الدينية والإجتماعية أيضا ووضع بصمة واضحة له في هذا المجال الذي لا يعرف كثرة المبدعين المغاربة فيه، خاصة بعد أن أدى على أحسن وجه مسيرته الفنية الغنية والحافلة بالعديد من الأغاني التي نال بفضلها محبة وإعجاب الملايين من الناس. التوبة ونعمة الصوت ورحب المختار جدوان، مغني شعبي معروف اعتزل هذا الصنف من الغناء عام 2007، بمبادرة عبد الهادي بلخياط، وقال إنه اتصل به وهنأه هاتفيا مثل العديد من المطربين الأصيلين والغيورين على الغناء الهادف والرصين. ووصف جدوان في حديث للعربية.نت قرار بلخياط اعتزال الغناء العاطفي بأنه قرار "شجاع" لا يستطيع اتخاذه سوى قلة قليلة من المطربين والفنانين بحكم صعوبة التخلي عن مجال فني يدر الربح الوفير ويتيح الشهرة البالغة للمغني. وأكد جدوان بأن قرار بلخياط الاعتزال عن أداء الأغاني العاطفية والتخصص في الابتهالات والأغاني الدينية يعتبر دعوة غير مباشرة للغير، باعتبار أن الفنان رغم ما لديه من امتيازات دنيوية ومادية يجب أن يهتم بحظ الآخرة ونصيبها في حياته. وقال المغني الشعبي المعتزل بأن تفرغ بلخياط للإنشاد الديني سيسد ثغرة كبيرة في هذا المجال الهام، والذي يعاني من نقص كبير في عطاء المنشدين المغاربة، مشيرا إلى نعمة الصوت الرائع التي وهبها الله للمطرب بلخياط، ويمكنه استغلالها في إيصال الكلمة الهادفة والراقية إلى آذان وقلوب الجماهير في مختلف بقاع العالم العربي.