الكوارث بين التعاملات الرسمية والتطوعية حالات الكوارث التى تحصل في دول العالم والتي نشاهدها صباح مساء على شاشات الفضائيات تعتبر اختبار حقيقي لطبيعة وجاهزية الأجهزة والمنظمات والجمعيات المعنية بالإنقاذ والإغاثة بكل صورها على المستويين الحكومي وكذلك الشعبي عبر مؤسسات المجتمع المدني .. لن نكون متشائمين في توصيف الوضع الإغاثي لدينا في العالم العربي عموما والخليجي تحديدا وفي المملكة على وجهه الخصوص..حيث لن نبخس الجهات التي تعمل في الميدان حقها من حيث ما يبذلون من جهود وخصوصا اذا تحدثنا على كارثة جده التي لا زالت فاجعتها ملئ السمع والبصر حيث رجالات الدفاع المدني وباقي الاجهزة الحكومية الأخرى يبذلون جهودهم وكذلك باقي المؤسسات الخيرية والتطوعية التي تعمل جنبا الى جنب مع هذه الأجهزة.. ولكن لو نظرنا الى جاهزية المؤسسات في الدول الغربية و المعنية بالإنقاذ والاغاثة وربما ما يبث من البرامج التلفازية لاحد هذه المؤسسات عن وقائع وحلقات مختلفة وبكل الأحوال الطبيعية عن نوعية الانقاذ في مختلف الظروف الجوية يجسد مدى دقة و فاعلية الآداء وسرعة التعاطي مع حالات الإنقاذ و الأمور الاغاثية .. والذي حتما يؤكد التخطيط السليم والتدريب المستمر وحسن التنظيم في العمليات خلال الكوارث والأزمات.و ربما المحك الحقيقي والحاسم هو عامل الوقت في الوصول للإنسان لانقاذ حياته في حالة المخاطر..بالدرجة الأولى ومن ثم توفير المقومات الأساسية لبقائه على قيد الحياة وكل هذه الأمور شكلت خبرة تراكمية مع مرور الزمن.. الناس شهداء الله في أرضه من حيث تقييم مستوى الآداء ولتأكيد ذلك فقد روى المشرف العام على فرع حقوق الانسان في منطقة مكةالمكرمة انه تم رصد حالات تأخر متعددة في إنقاذ المواطنين في الأحياء المنكوبة وذلك من مشاهداتهم اليومية خلال كارثة امطار جده..والتي وصلت لعدة أيام ربما لليوم الرابع.. لا نشك ان الكارثة كانت ولا زالت كبيرة ولكن ما نتطلع له ان يكون التنسيق عالي و على مستوى الحدث من حيث التعاطي مع مركز عمليات يوحد الجهود الحكومية من حيث رصد الحدث وتحديد جغرافية التجمعات وأولوية الإنقاذ وبذلك يوفر إسناد ودعم للمؤسسات الخيرية والتطوعية والتي لم تكن هي بأحسن حال من حيث تنظيم الجهود رغم اجتهادهم وحرصهم , ولكن في مثل هذه الحالات التنظيم وحسن الادارة يوفر الكثير من الجهد والمال وكذلك الوقت وهو من اهم الموارد لاسيما اذا الامر يتعلق بقضية موت وحياة البشر , حيث ان غياب التنسيق بين المؤسسات جعل بعض الأحياء المنكوبة لم يصلها احد للانقاذهم وتوفير الإعاشة لهم ,وربما الشئ المزعج هو أن بيروقراطية الإجراءات في الأيام الأولى قد أخرت حصول المنكوبين والمشردين من منازلهم على سكن مناسب حيث طلبت بعض الجهات من المواطنين ان يذهبوا بأنفسهم للبحث عن شقق مفروشة رغم أنهم فقدوا هوياتهم الشخصية مما جعلهم في مواقف محرجه . ناهيك عن عدم توفير الزي الرسمي والموحد وعدم وجود البطاقات التى تحدد جهة ومرجعية هؤلاء الإفراد والمؤسسات التي يتبعون لها ضمن مؤسسات المجتمع المدني و رغم صدق النوايا وسرعة حصول الكارثة ولكن الضبط والتنظيم شئ مهم .لكي يتم تلافي استغلال الحدث لنواحي سيئة حيث قرأنا في الصحف أن بعض ضعفاء النفوس سطوا على بعض البيوت وسرقوا الممتلكات..مستغلين انشغال الجهات الأمنية بالإنقاذ وعمليات المرور وغيرها.. كل ما نتمناه ان يتم الاستفادة من هذه الكوارث برسم خطط مستقبلية لو حصلت كوارث مماثلة لا قدر الله وقد يكون من المهم ارشفة هذه الاحداث والبدء بورش عمل تدريبية وفقا لأولويات العمل و لكل من له علاقة بعملية الإنقاذ والإغاثة من المؤسسات الرسمية والخيرية والتطوعية وربما من المستحسن الاستفادة من خبرات الدول الغربية والشرقية كل بحسبه وفقا لنوعي الكوارث على سبيل المثال فيما يخص الفيضانات يمكن الاستفادة من خبرات الدول في جنوب شرق آسيا ممن تتكرر لديهم الفيضانات لسنين عديدة.. والله ولي التوفيق سليمان المشاري كاتب سعودي [email protected]