السعوديات في قفص الاتهام !!! تقول إحدى الموظفات السعوديات في إحدى مؤسسات التعليم العالي التي مازالت تعج بأخواتنا الوافدات من دول أخرى : كم تؤلمني تلك النظرات والهمزات التي تصدر من الوافدات المتعاقدات العاملات معنا عندما تتغيب إحدى زميلاتي السعوديات أو تتأخر أوتقصر في أمر الأمور!! ولسان حالهن يقول : \"هكذا أنتن أيتها السعوديات دائما كسولات وبليدات ولستن على قدر المسؤولية\" . أشعربسهام اتهامهن الموجعة وهي تخدش كرامتي وأنا داخل حدود وطني ولا أملك سوى التظاهر بالبراءة وتجاهل الأمر . في الحقيقة هذا الاتهام لا ترمى به بنات الوطن من قبل الوافدات العاملات فقط في بعض مؤسسات التعليم العالي مثل الكليات الحكومية والأهلية ، بل حتى في المدارس الأهلية التي لم يكتمل سعودة طاقمها التدريسي حتى الآن على الرغم من صفوف العاطلات المتراكم عاما بعد عام . بالطبع إن لهن مصلحة كبرى في نشر وبعثرة هذا الادعاء مع إظهار شيء من الحماس والاخلاص المفتعل لكسب رب العمل و(التكويش) على المؤسسة التي يعملن بها ، فمن الملاحظ أن حال السعوديات في مؤسسات كثيرة مجرد صور شكلية بينما إدارة الأمور الفعلية مسلم لهن على أساس أنهن ذوات الخبرة والحنكة والمسؤولية وبعد النظر . وحاشا لله أن أعمم فهناك من أخواتنا من غير المواطنات من تحترم نفسها وغيرها ولا يصدر منها إلا الخير. لا يخفى عليك قارئي العزيز المسؤوليات الكبيرة التي تحيط بالمرأة بشكل عام والمرأة السعودية بشكل خاص كأم وزوجة وربة أسرة مسؤلة مسؤلية كاملة عن أسرتها . ولو لم يكن طموحها كبير جدا لما تمكنت من الالتحاق بالعمل مع تلك المسؤوليات والاعباء الضخمة الملقاة على عاتقها . إلى جانب العبء النفسي الأكبر الذي يهددها في حال قصرت بشكل أو آخر في آداء تلك الواجبات إذ أنها سوف تدخل في دائرة من المشاكل لا حصر لها مع زوجها مطالبا إياها بالتفرغ لمنزلها ... قد يقول القائل أليست هذه الوافدة إمراة وتتحمل نفس المسؤوليات والاعباء !!! بلا... ولكن هل هي بنفس الحجم والدرجة !! مثلا : هل هي مطالبة بإنجاب نفس عدد الاطفال المطالبة به الموظفة السعودية التي ما زالت تعيش في ظل ثقافة \"ولدك كبر ما حملتي إلى الآن !!\" أم أنها غالبا ما تكتفي بطفلين اوثلاثة (تمخمخ) على تربيتهم والاعتناء بتفاصيل أمورهم دون أن يكون لذلك تأثير على شؤونها الأخرى . هل تقبُل زوج الموظفة السعودية لدوامها اليومي كالذي تحظى به الوافدة ؟ حيث يدفعها زوجها للعمل بل يبحث لها بنفسه عن عقد عمل ، وغالبا يأتي مرافقا لها مضحيا بكل التزاماته هناك من أجل الاستفادة من المردود المالي لعمل زوجته . هل يكتنف الوافدة من الارتباطات الاجتماعية ما يكتنف نظيرتها السعودية ؟! والتي يغص جدولها بالعديد منها ابتداء من واجباتها تجاه والديها ثم أهل زوجها وغيرهم الكثير الكثير . بعكس الوافدة فهي متفرغة تماما للعمل بحكم أنها متغربة . ثم أنه وبغض النظر عن كل ما كتب سابقا وبالنظر للأمر من ناحية أخرى مختلفة ، لماذا تعمم تلك الصورة على جميع السعوديات على الرغم من أن لهن كامل العذر في أن يظهرن بمستوى أقل من الالتزام والانظباط مقارنة بأخواتهن العاملات غير السعوديات في ظل ما ذكرناه ( أو قصرنا عن ذكره) من فروقات ؟؟ لا أنكر بأن هناك كثير من الموظفات لا يستطعن الموازنة بين أعباءهن الأسرية ومسؤلياتهن الوظيفية فيقصرن فيها بدرجة ملاحظة . ولكن ألا يوجد الكثيرات أيضا متفانيات ومخلصات في عملهن على الرغم من كل تلك الاعباء بل ويتفوقن على غير السعوديات ؟!! ألا يوجد في بلد تلك الوافدات من تجلب معها الخضار لتقطعه داخل عملها؟! ألا يوجد الكثيرات اللاتي يقصرن بشدة في القيام بمسؤولياتهن الوظيفية ؟! إذن لما لا تشاع تلك الصورة عن الجميع ! كلمات أخيرة أريد توجيهها إلى بنات بلدي.... إن كنت ممن هن في قفص هذا الاتهام فلا تستسلمي له وادفعيه عنك بكل السبل أفضلها وأمثلها وسيلة اثبات ذاتك داخل مؤسسة العمل التي تنتسبي لها مهما كانت الظروف من حولك . أعرف أن جو الاتهام ربما يكون ضاغطا عليك بشدة فالمتهمون قد رسموا صورتك مسبقا ولن يعطوك فرصة إثبات الذات ، ولكن مهما يكن لا تعجزي استعيني بالله وحاولي ، واعلمي أنك الأقوى لأنك صاحبة الحق. أما أنت ابنة بلدي والتي رضيتي على نفسك أن تقفي بصف الغريب ضد بنات وطنك فلي معك كلام يطول .... إن هذه الصورة السيئة المشاعة عن السعوديات أول من ستضر أنت بالتأكيد .. حاولي أن تتخلي وتحرري نفسك من الثقة المفرطة التي منحتيها للوافدة وما منحتيه معها من صلاحيات وسلطة جعلتها تمسك بزمام الأمور دون أن تشعري بذلك .. لا ترخي أذنك لما تنقله بعضهن عن زميلاتهن من بنات الوطن تواصلي مباشرة مع السعوديات وادعميهن بكافة الوسائل لتعزيز دورهن داخل المؤسسة أمام الحرب الخفية التي تشنها الوافدات للتحكم في مجريات الأمور وحماية مصالحهن الخاصة داخل هذه المؤسسة خاصة عندما تكون نسبة المواطنات نسبة قليلة مع عدد غيرهن .. تذكري أيضا بأن ما أنت فيه الآن حالة مؤقتة ستزول بإذنه تعالى قريبا مع قدوم السعودة الكاملة ... اعطي بنت بلدك الفرصة والثقة لتبدع وتقدم أفضل ما لديها ، وأؤكد لك بأنك ستندهيشن عندما تجدين أمامك صورة جديدة ومشرقة ومغايرة تماما لتلك الصورة المعتمة التي طالما شاركتي في بثها واشاعتها عنك قبل غيرك كمواطنة سعودية !!!! وأما أنت أختي الوافدة فلك هذه الجملة لا غير \" يا غريب كن أديب\" !! بقلم : مها الحربي