في اللقاء الذي عقدته هيئة الصحفيين مع مدير عام المؤسسة العامة للخطوط الجوية السعودية المهندس خالد الملحم، نقلت صحيفة الرياض عنه أنه أكد للحضور من الصحفيين والصحفيات أن الخطوط السعودية لا توجه لديها على الإطلاق نحو توظيف السعوديات مضيفات جويات على طائراتها!! تأكيد المهندس خالد أن لا نية للخطوط السعودية في توظيف مضيفات سعوديات على ظهر طائراتها، ذكرني بحديث دار بيني وبين أحد المسافرين الأجانب ونحن في جوف الطائرة، حين قال مازحا: إنكم شعب يصعب فهمه!! لي خمس سنوات في المملكة، لكني إلى الآن لم أستطع أن أوفق بين شكواكم من البطالة ووجود هذا القدر الضخم من العاملين الوافدين عندكم؟ كان الرجل في تمام الاستغراب من حالنا، ولا أحد يلومه على ذلك، فنحن جميعا لا نعرف كيف نفسر الأمر؟: خاصة أن الغالبية من الأعمال التي يشغلها الوافدون ليست معقدة ولا تحتاج إلى خبرات أو مهارات مميزة. سألني جاري الراكب الأجنبي: هل ترين هؤلاء المضيفات الأجنبيات اللاتي يطفن الآن بين المقاعد، لم لا تشتغل بناتكم بدلا عنهن؟ سألت نفسي بحيرة، حقا لم تصر خطوطنا العزيزة على قصر العمل في هذه المهنة على النساء الأجنبيات فقط؟؟؟ تأملت في الجانب الشرعي فما وجدت فرقا من حيث الحل أو التحريم في حكم توظيف المرأة مواطنة أو غير مواطنة، في الخطوط السعودية، وتأملت في الجانب الأخلاقي فما وجدت اختلافا أخلاقيا بين أن تكون الموظفة في الخطوط مواطنة أو غيرها، وتأملت في الجانب الإنساني من حيث عدم ملاءمة أعمال الخطوط الجوية لحياة المرأة ووجباتها الأسرية تجاه البيت ورعاية الأسرة فما وجدت فرقا في النظرة الإنسانية بين أن تكون الموظفة امرأة غريبة أو من بنات هذا الوطن. تأملت طويلا، كي أعثر على سبب مقنع يبرر استحسان عمل المرأة في الخطوط حين تكون أجنبية، واستقباحه حين تكون مواطنة فلم أجد؟! ما الحكمة في قصر العمل في هذا المجال على الأجنبيات وحدهن؟ لو كانت الخطوط السعودية تحظر عمل النساء في طائراتها كجنس على إطلاقه، لأمكنني تفهم الأمر ولاحترمت موقفها، أما وهي تبيحه للأجنبيات وتحظره على بنات البلد، فهذا الذي لم أستطع أن أجد له موضعا من الفهم!! هذا لا يعني أن عمل المرأة مضيفة جوية غاية في حد ذاته، كما أنه لا يعني أن العمل في هذا المهنة سيقضي كليا على البطالة القائمة الآن، لكنه يعني ما هو أهم من هذا كله، هو يعني الرفض للتمييز ضد المواطنات عند قفل الأبواب في وجوههن وفتحها على مصراعيها للأجنبيات!! ماذا تفعل المواطنة الراغبة في العمل في هذه المهنة، هل عليها أن تتخلص من انتمائها للوطن كي تحصل على الوظيفة لدى الخطوط الجوية السعودية؟ إني أنتظر من الخطوط (التي تسعد بخدمتنا دائما) أن تمدني بإجابة تجلو هذه الحيرة التي تكتنفني.