أكد عدد من الشباب أن اتهامات الكسل والاتكالية والاعتماد على الغير التي الصقت بهم من قبل البعض لا حقيقة لها على أرض الواقع محمّلين رجال الأعمال السبب في إشاعة هذه الأكاذيب من أجل الإبقاء على الوافدة. وقالوا إنهم أثبتوا -عمليًا- قدرتهم على النجاح والتميز في كل محافل الأعمال مبدين استعدادهم لخوض كل المهن -بلا تفرقة- ودون تعالٍ على الرزق كما يردد البعض. “المدينة” التقت مع عدد من الشباب لتقف على إشكالية سوق العمل من خلال مرئياتهم . بعيداً عن التخصص جميل علي خريج هندسة بترول ويعمل في أحد محلات الجوالات قال: حقيقة أن رغبتي كانت تتمثل في ممارسة تخصصي الذي درسته قبل 6 سنوات ولكن لعدم وجود الفرصة قررت العمل في محلات الجوالات من أجل ممارسة العمل الحر حتى وإن كان الدخل دون المستوى المطلوب. وشاركه عبدالمحسن السليماني قائلًا: أنصح الشباب بالتركيز على دراستهم والحصول على أعلى الشهادات من أجل الحصول على الوظيفة المناسبة، كما أنصح الشباب بعد الحصول على المؤهلات العليا بالالتحاق بالأعمال التجارية المختلفة التي تساعدهم على الحياة على أن يكون العمل لصالح أنفسهم. فيما يشير عبدالله الغزالي الحاصل على دبلوم هندسة برمجة كمبيوتر فيشير إلى أن نظرة المجتمع إلى الأعمال المهنية لازالت سلبية، ولكن بالنسبة لي شخصيا فأنا أحب أن أمارس تخصصي.أما عبدالقادر السليماني الذي يحمل الثانوية العامة فيقول أنا صاحب محل جوالات وهذه المحلات من الأشياء المهمة التي يستطيع فيها الشباب أن يحقق طموحه بالكامل من خلال التجارة الحرة كون الدخل فيها متنامٍ، ويستطيع الشباب أن يمارسوا مهنة البيع أو الإصلاح للأجهزة بدخل ممتاز. ساعات العمل عبدالرحمن الكناني يقول: إن سوق العمل يحتاج إلى تعديل وتنظيم بعض الأمور ومن أبرزها ساعات العمل فساعات العمل غير منظمة في سوق العمل لدينا لذلك لا بد أولا من تنظيم هذا الجانب من خلال إيجاد تنظيم يؤدي إلى إغلاق الأسواق بحد أقصى الساعة العشرة ليلا من أجل التنظيم المتكامل لسوق العمل والاسهام في إقبال الشباب على الفرص المختلفة الموجودة في الأسواق، إضافة إلى تنظيم العمل في قصور الأفراح، حيث لا بد من تحديد عملها حتى الساعة 12 ليلا فقط فليس من المعقول أن تستمر قصور الأفراح في العمل حتى صلاة الفجر. وأضاف أن التنظيم يسهم أيضًا في التحاق الشباب والفتيات بالعمل في قصور الأفراح لأنها محددة بالشكل المطلوب. كما يجب أيضًا تنظيم الاستراحات التي تفتح أبوابها حتى ساعات الفجر مما يولد جيلا متعودا على الرفاهية والكسل في كافة الأوقات، إضافة إلى أهمية وجود عقود عمل موحدة تنظم العمل بين الأطراف في حالة العمل لصالح الغير لأن العقود الحالية غير منظمة ولا تؤدي الغرض المطلوب منها. كما أن على الشباب أيضًا الاحساس بالمسؤولية الكبرى تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه من خلال اللجوء إلى العمل وترك الكسل والخمول لأن غالبية الشباب لا يهمهم العمل ويتكلون على غيرهم في المصاريف من الآباء والأمهات والأشقاء أو الركون إلى إعانة البطالة التي ستصرف في وقت لاحق للباحثين عن العمل. القطاع الخاص وأضاف الكناني أن هناك نقطة مهمة جدًا وهي ضرورة قيام القطاع الخاص بدوره في جذب الشباب إلى العمل عبر مختلف المنشآت، ويجب على الجهات المسؤولة إيقاف العمل نهائيا للوافدين في بعض الأعمال التي من الممكن سعودتها بشكل سريع دون الحاجة إلى عمليات تأهيل أو تدريب مكثف مثل مهن البائعين في السوبر ماركتات، المطاعم، محلات قطع غيار السيارات، محلات الذهب، الاكسسوارات، العطورات، الشقق المفروشة والفنادق، محلات تأجير السيارات، محلات الأقمشة والملابس في الأسواق الكبرى وغيرها من المهن التي لا تحتاج إلى الكثير من المهارات. كما يجب القضاء على التستر الذي يعتبر من الأمور التي أدت إلى تنامي سيطرة العمالة على الأسواق والأنشطة التجارية المختلفة،حيث إن الكثير من السعوديين هم أجراء لدى الوافدين في الكثير من الأنشطة كون السعودي يحصل على مبالغ شهرية من هذا الوافد أو ذاك مقابل الاسم والتستر على الأنشطة، لذلك لا بد من إخضاع التحويلات المالية للوافدين إلى الرقابة المالية المشددة فليس من المعقول أن يكون راتب وافد 1200 ريال ويحول شهريا عشرات أضعاف هذا الراتب فهذا يعني إما التستر أو اللجوء إلى أعمال إجرامية مختلفة وأعتقد أنه يمكن السيطرة على التحويلات من خلال رقم السجل الموحد لكل وافد بحيث يربط بالبنوك جميعًا على أن لا يتم تحويل أكثر من راتبه وقد نتجاوز إلى ضعف الراتب بحجة المكافآت أو خارج الدوام، واذا طبقنا هذا الأمر فان هذا يعني أننا استطعنا السيطرة على جزء كبير من الأسواق وتحول السعوديين لهذه الأنشطة التي ستفتح مئات الآلاف من الفرص للسعوديين. تدريب الشباب علي بن صالح الكناني يقول: من الأهمية بمكان الارتقاء بتدريب الشباب على الأعمال المهنية المختلفة التي يحتاجها سوق العمل وعلينا التقليل من المواد النظرية في الجامعات والكليات التي تكون مخرجاتها عبئا إضافيا على المجتمع من خلال الدفع بكوادر بشرية في تخصصات نظرية أو علمية إلى البطالة كون سوق العمل لا يستفيد منها نهائيًا، لذلك لابد من عمليات تأهيل وتدريب شاملة وإعادة تأهيل أصحاب التخصصات النظرية من الجامعيين للاستفادة منهم في سوق العمل في تخصصات أخرى فنحن نعرف أن بعض الجامعيين لهم سنوات طويلة قد تصل إلى 20 سنة دون الحصول على عمل حكومي لذلك لا بد من إعادة التأهيل وعدم التوسع مستقبلا في التخصصات التي لا يستفيد منها سوق العمل. كما أن هناك نقطة مهمة وهي أن العديد من الشباب لا يرغبون في الأعمال المهنية التي من خلال الحرص على الوظيفة الحكومية حتى وإن كان راتبها ضعيف جدًا بحجة أن الوظيفة الحكومية تكون آمنة بعد الله، وبالامكان أيضًا العمل على أن تكون وظائف القطاع الخاص والأعمال المهنية آمنة باذن الله من خلال الاشتراك في نظام التأمينات الاجتماعية بل اقترح أن يكون إلزاميًا حتى لمن يمارس العمل لصالح نفسه بدون أي ارتباط مع أي طرف آخر. وعلى الشباب التحرك للاستفادة من كافة الفرص الموجودة في الأسواق فالعمل موجود ولكن نحتاج إلى الصبر والعزيمة ولننظر إلى ما فعله الآباء والأجداد في مختلف الأعمال المهنية. غياب الوعى ماجد عابد العمري قال: أعتقد أن الشباب السعودي ليس لديه الوعي الكافي بأهمية العمل الحر وذلك لأسباب عديدة منها عدم وجود مواد تعليمية من المراحل الابتدائيه لتثقيف الطالب وترغيبه في ذلك المجال وكذلك توفير الجو التعليمي المناسب ليكون لديه القدرة على التفكير وإبداء رأيه بكل حريه وبدون ضغوط. ولذلك رجال الأعمال يعتمدون على الأجنبي لأنه يقوم بتنفيذ ما يطلب منه بدون تردد أو إبداء رأي خاص وكذلك لقلة أجره. يتركون “الخاصة” وشاركه أحمد الحكمي قائلًا: الشباب السعودي أهل للوظائف الخاصة ولكن ينقسمون إلى قسمين الأول اذا حصل على وظيفة حكومية يترك العمل الخاص ويتجه إلى الوظيفة الحكومية ويجعلك في حرج عند ترك الوظيفة مما تضطر للبحث عن بديل أما القسم الثاني فلا يرضى براتب علمًا بأن مؤهله العلمي ضعيف جدًا ولكن أجد التركيز على المؤسسات والمشاريع الصغيرة ولكن لا بد من كلمة حق أجد الشركات وأهل المشاريع الضخمة يتجهون إلى الدول العربية بحجة أن الأجنبي يلتزم بساعات الدوام وهذا غير صحيح، ولو طرقنا أبواب مكاتب العمل واللجان العليا لتسوية العمال لوجدنا آلاف القضايا ولن نجد معاملة واحدة بين السعوديين. وفي اعتقادي أن الشباب السعودي لديه القدرة على العمل والالتزام والشواهد كثيرة مثل البنوك والشركات الكبرى التي نظمت العمل واعطت الحوافز وحازت على رضا الموظفين السعوديين الذين بادلوها بنفس الشعور. معوقات الشباب راكان بخاري أشار إلى أن التهمة الموجهة للشباب بأنهم غير جادين في العمل أمر غير صحيح لكن قد يصطدم الشباب ببعض العقبات المادية أو بعض البروقراطية الإدارية أو نوع من أنواع عدم التقبل الاجتماعي، أما بالنسبة لرجال الأعمال فبحثهم عن الربح المادي بالدرجة الأولى يجعل من اعتمادهم على الأجنبي بسبب قلة الرواتب الخاصة بهم بالإضافة إلى أن أصحاب الخبرات والمؤهلات العالية يتجهون للعمل الحكومي. وقال محمد عبدالله العمري الشاب السعودي طموح ولكن للأسف الصورة المغروسة لدى رجال الأعمال أن الشاب السعودي غير عملي متناسين المسؤوليات التي عليه من عائلة وأطفال ومصاريف وراتب لا يتجاوز 3 آلاف بينما الأجنبي يمسك مناصب مهمة وراتبًا عاليًا ويشارك التجار في تسيب السعودي باعطائه مبلغ مالي وعدم مطالبته بالحضور مما جعل هذه الظاهرة في تزايد ومما فاقم هذه المشكلة أيضًا أن المسؤول الأول بالشركة يكون أجنبيًا ومن حوله من أبناء جلدته فلا يتركون فرصة للسعودي للنجاح. إشاعة كاذبة عبدالرحمن عابد قال: غير صحيح أن الشباب السعودي لايرغب في العمل الحر لكن ربما تدني مستوى الرواتب في القطاع الخاص هو سبب امتناع الشباب عن العمل في القطاع الخاص عكس الأجنبي الذي يعمل براتب 1500 أو 2000 وهذا سبب اعتماد رجال الأعمال على الأجنبي كون هناك ميزة تفاضلية لرجال الأعمال. ------------------------------------------------------------ رجال أعمال: الشباب السعودى “جاد” وتهمة الكسل رددها المستفيدون قال عدد من رجال الأعمال إن مقولة “الكسل” التي ألصقت بالشباب السعودي غير صحيحة ربما رددها البعض من المستفيدين من بقاء “الوافدة”، وقال جميل عماشة رجل الأعمال المعروف وشيخ الصاغة والذهب بالطائف إن الشباب السعودي جاد ولدية القدرة على العمل في مختلف المجالات بشرط أن يعطى الفرصة، وقد لاحظنا نجاحهم في أسواق الذهب بشكل كبير وانضباطهم، ولو أن أحد الأشخاص قال إن الشاب السعودي “كسول” قبل 10 سنوات من الآن لصدقنا المقولة نوعا ما، لكن الشباب إذا منحوا الفرصة فإنهم جادون ولديهم القدرة الكاملة على العمل، وفي اعتقادي الشخصي أن هذه التهمة الباطلة ألصقت بالشباب السعودي بهدف التمسك بالوافدين في مختلف المجالات، أما رجل الأعمال وعضو الغرفة التجارية عيد السواط قال: حقيقة أن التهمة غير صحيحة أبدًا والشباب السعودي لديهم القدرات والإمكانات من أجل العمل، وقد لاحظت أن الذين عملوا لدينا في وقت سابق في مختلف المشاريع السياحية أثناء موسم الصيف لديهم الرغبة في العمل ولديهم الجدية، وإن كان هناك ملاحظات على البعض لكن مع التدريب والتثقيف فبالإمكان العمل بجدية أكثر كون الشباب يحتاجون إلى التوجيه والتدريب من أجل العمل الحر، موضحا أن انتظار الشباب للوظائف الحكومية سبب تذبذبهم في الأعمال الحرة كون الشباب يعتبرون هذه الأعمال مؤقته فقط. وأكد أن الشباب السعودي بإمكانه العمل فأنا على سبيل المثال عملت عاملا في مصنع حديد ب120 ريالاً، وكنت أجهز الشاي وأعمل في العمل المهني دون عيب لأننا في ذلك الوقت كنا نحرص على العمل الحر والجاد، وأدعوا الشباب في الوقت الحالي إلى الجد والاجتهاد،كما أحب أن أشير إلى نقطة مهمة وهي أن يتم السماح للموظفين الحكوميين بممارسة العمل الحر في مختلف المجالات حتى نرسخ مفهوم العمل الحر والمهني لدى كافة فئات المجتمع. ------------------------------------------------------------ القحطاني: إصرار الآباء على تزويج بناتهم من “موظف“ موروث قديم الأخصائي الاجتماعي مسفر يحيى القحطاني علّق على عدم قيام بعض الآباء تزويج بناتهم للشباب الذين لا يوجد لديهم وظائف بأن ذلك يعود إلى موروثات شعبية تم تدعيمها عبر أجيال لتصبح من عمق الثقافة المجتمعية وارتبط في الأذهان الصورة النمطية المحببة للنفوس وتلك هي صورة المكتب والتمتع بالبيروقراطية (سلطة المكتب) لذلك فإن على الآباء البحث وعدم التردد في تزويج بناتهم للشباب الصالحين بغض النظر عن الوظيفة خصوصًا أن لدى العديد من الشباب القدرة على العمل في الأعمال المهنية المختلفة.