حبيبتي وحبيبته في مساء يوم عليل, قمت برحلة جوية على متن الخطوط السعودية, وكنت بمقعد ايمن بجانب النافذه, وجلس بقربي مسافر من جالية عربية عريقة, خط الشيب براسة خطوطا عريضة, وعلى وجهه سمات الطمأنينة, وقبل الاقلاع بدقائق اجرى مكالمة بالهاتف النقال, كانت قمة في الحنان وروعة في الرومانسية, دار فيها الغزل الممدوح, وهمسات ملؤها الشوق, سرقت اذني اليسرى الحدث والحديث , وكنت مستمعاً ماهرا, لان الموقف يجبرك على الانصات ومتابعة الاحداث. واثناء حديثه مع محدثه قال: \"كيفك واخبارك, وحشتيني ياقلبي, وربي يخليك فوق راس الكل\" حينها دمعت عيني وهممت ان امسك براسه لاقبله. فحمدت ربي حينها انه لم يكن الشخص الذي حرك فيني الشوق والمشاعرحينما داعبت ازرار هاتفي النقال بنغمات اوتاره قبل ان يتصل, وذلك بعد ان سمعت صوت حبيبتي وانا انصت الى دعواتها لي بالوصول بالسلامة, فهذا ديدني معك يامهجة فؤادي قبيل الاقلاع وبعيد الهبوط دوما وابداً. حبيبتي, لم يكن هذا الموقف وليد اللحظة لينهض بقلبي لك واتواصل معك, وتأكدي انك معي في سفري واقامتي. حبيبتي, عندما اقرر لشئ في حياتي فلم اشرع به الا بعد ان تعلمي عنه لاحتفي بدعواتك الدافئة, ولم اجرؤ على اتخاذ قرار الا بعد ان ارى الفرحة في عيونك وهي تنهمر بدموعها الغالية لاحضنك واتشرف بتقبيلك. ولا يهنا لي بال وانتي في غير حال, فراحت قلبك وطمأنينة نفسك هي مبتغاي ومسعاي. حبيبتي, كم تمنيت ان ابقى بجوارك طوال الايام, لتحظى قبلاتي براسك الكريم كل صباح ومساء, وكم تمنيت ان تكوني بقربي ليطمئن قلبك وانا بصحة وعافية. حبيبتي, مهما اسررت واعلنت, ومهما كتبت وقلت, فلن اوفي لك الحق الكامل, ولن اصل الى جزء من جزيئات الوفاء, غير اني التمس منك الرضا عني. امي الغالية, (365) نهاراً عالمياً اهديها فداء لقلبك الطاهر, وليس يوما كماً زعموا, وربي يخليك فوق راسي. محمد العمر [email protected]