يدخل ارسنال الانكليزي الى مواجهته مع ضيفه برشلونة الاسباني اليوم الاربعاء في ذهاب الدور ثمن النهائي من مسابقة دوري ابطال اوروبا وهو يدرك تماما انه لن يتمكن من الخروج بالنتيجة المطلوبة سوى من خلال ايقاف النجم الارجنتيني ليونيل ميسي. لكن التخطيط شيء والتطبيق شيء اخر، لان ميسي يقض مضجع جميع الفرق التي تواجه النادي الكاتالوني وارسنال ليس الاستثناء على الاطلاق، وهو يدرك هذا الامر تماما لانه اختبر حجم موهبة هذا اللاعب وفعاليته بعدما دك الارجنتيني شباك “المدفعجية” برباعية الموسم الماضي في اياب الدور ربع النهائي من المسابقة الاوروبية الام. “كأنه قادم من لعبة البلاي ستايشن”، هذا ما قاله مدرب ارسنال الفرنسي ارسين فينغر بعدما شاهد فريقه يودع المسابقة الموسم الماضي على يد ميسي، مضيفا “برشلونة فريق جيد جدا لكنه يملك بالطبع ميسي...بامكانه ان يصنع الفارق في اي لحظة في المباراة. بدا مستحيلا ان يتمكن من تسجيل الهدف الاول (اياب ربع نهائي الموسم الماضي) لكنه نجح رغم ذلك”. واصبح ميسي الموسم الماضي اول لاعب يسجل رباعية في مباراة اقصائية منذ حلول مسابقة دوري ابطال اوروبا بدلا من كأس الاندية الاوروبية البطلة عام 1992، علما بان هناك خمسة لاعبين سجلوا رباعية لكن ليس في الادوار الاقصائية وهن الهولندي ماركو فان باستن (1992) والايطالي سيموني اينزاغي (2000) والكرواتي دادو برشو (2003) والهولندي الاخر رود فان نيستلروي (2004) والاوكراني اندري شفتشنكو (2005). ومن المؤكد ان احصائيات ميسي ترعب اي فريق مهما كان حجمه او عراقته، اذ نجح الارجنتيني “الصغير” صاحب رقم 10 في النادي الكاتالوني في تسجيل 40 هدفا منذ انطلاق الموسم الحالي وذلك في 34 مباراة فقط: 24 هدفا في 20 مباراة في الدوري الاسباني، 7 اهداف في 6 مباراة في الكأس الاسبانية، و3 اهداف في مباراتين ضمن كأس السوبر الاسبانية اضافة الى 6 اهداف في 6 مباريات ضمن مسابقة دوري ابطال اوروبا. واذا واصل معشوق جماهير “كامب نو” مشواره على هذا المنوال، فسيتمكن دون ادنى شك من تحطيم الرقم الذي حققه الموسم الماضي عندما سجل 47 هدفا في 53 مباراة. لكن ميسي البالغ من العمر 23 عاما والمتوج بجائزة افضل لاعب في العالم للعام الثاني على التوالي، لا يكتفي فقط بتسجيل الاهداف اذ تطور مع الوقت ليصبح من افضل “صانعي الالعاب” في العالم ايضا، واحصائياته تتحدث عن نفسها اذ مرر 15 كرة حاسمة في الدوري هذا الموسم اخرها السبت الماضي امام سبورتينغ خيخون (1-1 في الدوري) والتي جاء منها هدف التعادل عبر دافيد فيا. ولا تقتصر موهبة الارجنتيني على الناحية الهجومية وحسب، بل انه يعرف كيف يدافع ايضا وابرز دليل على ذلك كان في مباراة النادي الكاتالوني مع اتلتيكو مدريد في الدوري المحلي والتي سجل خلالها ميسي ثلاثية (3-صفر) وقام ايضا بمجهود دفاعي مميز تنبه له مدرب فريق العاصمة كيكي سانشيز فلوريس الذي لاحظ ان الارجنتيني ركض بسرعة لاكثر من 30 مترا من اجل ان يعترض محاولة مواطنه سيرخيو اغويرو. وقال فلوريس حينها “ميسي هو الرقم واحد في كل ما يفعله. انا اتذكر ما قام به من مجهود دفاعي امام مقاعد الاحتياط”. من المؤكد ان هناك الكثيرين من رشحوا لخلافة الاسطورة دييغو مارادونا على عرش كرة القدم الارجنتينية، لكن ايا منهم لم ينل ما ناله ميسي من هذا الارث العظيم وان كان لم يتكلل بعد بالنجاح على الصعيد الدولي. انه هذا القصير المكير الاعسر، صاحب الرؤية الثاقبة على ارض الملعب والمهارات الفنية الفائقة، الذي يزعج المنافسين دائما ويبث القلق والاضطراب في دفاعاتهم والذي يصول ويجول في وسط الملعب ومنطقة الجزاء ويعثر بكل سهولة على الثغرات التي لا يراها احد. انه يشكل تهديدا دائما لدفاعات الخصوم بقدرته الاستثنائية على تغيير ايقاع اللعب وانطلاقاته العاصفة وحسه التهديفي القاتل، ما دفع مدربه جوسيب غوارديولا للقول بان الارجنتيني “قادم من كوكب اخر”.