في زمن طويل استطاع (مشقاص) أو حسن دردير.. و(تحفه) أو لطفي عقيل زيني.. ان يشدا المستمع او المشاهد لما كانا يقدمانه ويتسم بالالتصاق بهموم المجتمع وبصوره المتعددة والمختلفة. ولا جدال في أن حسن دردير أو (شقص) قد نجح في الفوز برضى المتلقين الذين كانوا يجدون في شخصية هذا الفنان الموهوب ما كان عليه ابن الحارة.. الرجل الشعبي .. الذي يتناول همومه اليومية بتلقائية .. وعلى السجية.. وكانت تعابير وجه الدردير كافية لأن تستوقف المشاهد ليتابع بنهم.. ورضى. لكن حسن دردير اغتالته التجارة.. فغاب الفنان وخرج ولم يعد!! فالفن احساس .. وإلهام... وابداع.. والتجارة ركض.. وماديات.. وفهلوة!!. أما لطفي عقيل زيني فقد برع في اداء المنولوجات .. وشكل مع (شقص) ثنائياً ناجحاً افلح في الدخول الى قلوب الناس.. وامتلك اهتماماتهم.. والاجمل انه رغم الحضور الكبير للفنان حسن دردير الا أن لطفي زيني استطاع الحفاظ على تميزه.. وشخصيته كممثل ولم يتأثر بنجاح الدردير ولم يسمح له بالتهام استقلاليته.. وخصوصية فنه. وبعد تلك البدايات للكوميديا.. جاء الثنائي ناصر القصبي وعبدالله السدحان وقدما فناً متميزاً اتسم بالجرأة في تناول القضايا الاجتماعية وحتى أن بدآ في تقديم الحلقات اليومية خلال شهر رمضان في كل عام (طاش ما طاش) وبعد عدة سنوات اصبح طاش نسخة مكررة بأفكاره.. واسلوبه.. وطريقة عرضه لقضاياه.. ولا جدال في أن طاش ما طاش .. في رمضان العام الماضي لم يكن كما يجب وغلبت عليه الرتابة.. والتكرار.. والاطالة.. ولم يحظ بالاهتمام والمتابعة بالشكل المطلوب.. ولابد للقصبي والسدحان ان يخرجا من دائرة (طاش ما طاش) ويعملا على تقديم أفكار جديدة.. وأن يستقطبا نصوصاً ممتازة وناجحة حتى لا تموت الأعمال وسط اختناقها بالرتابة والتكرار في معظم حلقاتها. أما فايز المالكي وحسن عسيري فقد بدأت خطواتهم بشكل لافت للانتباه وهما يقدمان لوناً متميزاً يحظى باهتمام شريحة كبيرة دون شك.. وهما يمتلكان مقدرة ممتازة في ارضاء المشاهد لكن انفصالهما وتقديم كل منهما أعمالاً منفردة قد اضعف التكريس الجيد في أعمالهما عندما كانا مجتمعين معاً.. ومازلنا نقول ان العبرة ابداً بالنصوص الجيدة التي تخدم العمل الفني وتنجح في تقديمه بشكل رائع للمشاهدين. واذا كان المتابعون قد تقبلوا (تحفه ومشقاص) قبل أكثر من خمسين عاماً فانهم اليوم يتطلعون الى مواكبة الأعمال الفنية الكوميدية العربية المتطورة.. ولذلك فإن أول ما يجب أن يحرص عليه نجوم الكوميديا في بلادنا هو النص الجيد من قبل الكتَّاب الجيدين القادرين على إنجاح الأعمال الفنية شكلاً وموضوعاً. آخر المشوار قال الشاعر: هو دربٌ يتبع درباً والمنى أحلام وعد ذلك البحر طوانا ليس للسابح حد وعدنا اليوم فهيا.. ليس للعاشق غد