رثاء في الشاعر الدكتور/ غازي القصيبي (رحمه الله) واسكنه فسيح جناته والمسلمين. سِرٌّ هو الموتُ في ألوان ألغازِ وقد كشفتَ خفيَّ السِّرِّ يا غازي قد امتطيتَ بروقَ الغيم ساريةً فارشُفْ سنا راحمٍ بالجودِ نزَّازِ وخذْ نوالكَ في شهرِ الصَيامِ رضا ربِّ الأنامِ على صبرٍ وإحرازِ مضت حياتُكَ في خيرٍ ومكرمةٍ وأنت كالطَّود مزهوَّاً بإعزازِ جعلت دنياكَ أفكاراً معطَّرةً نثرتها لست باللاهي ولا الهازي حملتَ داءك لا تشكو به ألماً داءٌ عُضَالٌ قد استعصى على الرَّازي أرثيكَ للشعرِ , والإلهامُ يجمعُنا وإنْ تباينَ قدرُ النَّسرِ والبازِ صُنتَ القريضَ ولم تُرخِص أصالتهُ حتى ارتقيتَ على صرحٍ وأجوازِ غادرتنا وبحورُ الشِّعرِ باكيةٌ وكنتَ صورةَ روضٍ بينَ بروازِ ها قد غدا الشعر مبخوساً بضاعتُهُ يبتاعُهُ كلُّ همَّازٍ ولمَّازِ يا من رحلتَ وللآجالِ موعِدُها قصيدةً كنتَ في سحرٍ وإعجازِ لقد طويتَ كتاباً أنت كاتبُهُ بأحرفٍ من سنا جَهدٍ وإبرازِ وما الزمانُ سوى الأيامِ نذرعُهَا نقفو خطى كلِّ مفقودِ ومُجتازِ أضغاثُ أحلامِ هذا الدهر تفجؤنا بصحوةٍ ليس فيها أيُّ إلغازِ هي الرَّزايا إلى الأحداقِ ناظرةً وليس يمنعُها أسبابُ أحرازِ تأتي على الهون مخفِيَّاً صنائعها مقادرٌ والردى كالخارق الغازي يا شاعر الوقتِ آمالٌ نُؤمِّلُها فتقترينا المنايا قبل إنجازِ ندعو لك الله إحساناً ومغفرةً يا مالكَ الملكِ أنتَ الواهبُ الجازي متِّعْهُ في جَنَّةٍ الفردوسِ مبتهجاً وأكرم وفادتهُ , أكرم به (غازي)