من الغرفة 439 في تخصصي جدة التي كنت أنام فيها اثر مرض عارض باذن الله، اطلعت على الكثير من المزايا التي طالت المستشفى ليس مدحاً وانما حقيقة فقد رأيت الادارة الجيدة ولم أتعرف على من يديرها ، النظافة، السرية، الهدوء، النظام، والعمل يجرى على قدم وساق بين الاطباء بمختلف تخصصاتهم، ورتبهم العلمية، والموظيفون، والمنسوبون، حتى كادر التمريض يتم اختياره وفق مواصافت دقيقة وعالية، كما حدث من الآنستين آيات وعبير وغيرهم من الموظفات اللاتي نفخر بهن. رأيت الكل مبتسماً تقريباً، كما هم مهتمون بعملهم، الاجراءات، الفحوصات، الزيارات التي يقوم بها الاستشاريون والمقيمون للمرضى تتم في وقت معلوم، ومحدد، ولك ان تسأل، وتناقش، وتطرح رأيك، وتأتيك الاجابة وانت في راحة، حتى عند اجراء التحاليل، والاشعة وغيرها لها مواعيد محددة ومقننة، ويؤكد هذا الاستشاري الكبير لأمراض الدم الدكتور محمد أسلم الذي يقف باناقته وتطلعاته لشرح مبسط لما لك، وما عليك يأتي معه الاستشاري صاحب الابتسامة العريضة الدكتور شهناز ليوضح لك كيف هو الطريق الأسلم الى العلاج، وهناك في الطرف الآخر تجد الشاب ذو الحركة المستمرة والاضاءة المبهجة الدكتور محمد الشناوي الذي لا يتردد دائماً في أن يزورك، ويقف معك من ابعد الطرق ليشعرك بأن الامر بسيط جداً، وهو أمر نفسي أكثر منه كعلاجي، انهم جميعاً يدركون كيف يأتي الله سبحانه وتعالى بالفرج، وهذا ما لمسته أم ياسر وبناتي وجدتهم وهم يقفون معي بكل أحاسيس المحبة الصادقة. وبالقرب من بوابة الدخول للمستشفى تجد شاباً مهذباً متنوراً يقوم بالاستقبال والتنسيق انه (ماجد الزهراني) الذي قدم انطباعاً متجدداً لروح الشباب السعودي المتألق في عمله، وعلى مدار الساعة تجد الخدمات الذاتية والاجتماعية والصحية لا تبحث كثيراً فالراحة شعار جميل يرسمه تخصصي جدة حتى المهندس سمير عبدالجواد الذي يتواصل في خدمته. ومن الدور الخامس تصلك هدية ثمينة وجميلة تدعى (همس البحر) تزور المرضى في غرفهم وتجدها بين ردهات المستشفى مطبوعة رائعة، مجلة صحية ثقافية بحثية حوارية تخصصية اجتماعية تسلمتها من زميل الدراسة سابقاً في العزيزية الثانوية بمكة الاستاذ نجيب عصام يماني الذي يرأس تحريرها بكل ثقة واقتدار وقد كان لي أن أطلع على العددين ال 15 و 16 ليولية 2010م للتأكيد على أن اهتمامات الزميل يماني كانت جديرة في سعة افقه لانني واسرتي خرجنا بفوائد لم تكن في الحسبان، فمن زراعة الرئة حلم المستقبل، وتأثير مرض السكري على الرؤية، التمارين الرياضية، أخلاقيات المهنة، التغذية بالمدارس الى علاج سرطان البنكرياس، وتحليل الابتسامة، وأمراض المثانة، الطعام الصحي في القرآن، الولادة بدون ألم، دور الممرضة ووظائفها.. الخ مجموعة من المقالات والدراسات العلمية الطبية وأنت تقرأها لمجموعة من العلماء والاطباء المتخصصين وكأنك تشاهد عرضاً مرئياً او تطبيقياً في ورشة عمل مميزة. وفي الجانب المهم للمجتمع السعودي الافتتاحية التي كتبها الدكتور قاسم بن عثمان القصبي المشرف العام التنفيذي للمستشفى وهو يطرح بشرى عزيزة بصدور الأمر السامي الكريم بضم تخصصي جدة الى المؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، ومن خلاله تم اعتماد 950 مليون ريال لعدة مشاريع توسعية تشمل: انشاء مركز متقدم لعلاج الأورام. انشاء مركز متقدم ومتخصص لعلاج امراض الخ والاعصاب. توسعة الخدمات المتخصصة للاطفال. تطوير الاقسام الطبية الاخرى بما فيها القلب، والاشعة، والعيادات الخارجية. شراء اجهزة متطورة جديدة للأشعة ومعامل التحاليل، وتوسعة عيادة القلب الجراحي، وانشاء وحدة القسطرة المزدوجة الحديثة، وانشاء مركز الرجفات الاذيني. توفير 430 سريراً اضافياً باجمالي 760 سريراً. كل امنياتنا بالتوفيق للمشاريع الجديدة من اجل ريادة صحية وطبية تخصصية راقية وفعالة، ان (همس البحر) ونجيب يماني، وسائر المشاركين في الاعداد والاشراف الفني والاخراج تعد لوحة رائعة لعمل ينفع القارىء والمتخصص ويفتح للجميع آفاقاً رحبة للمعلوماتية ومزيداً من التقدم والنجاحات لتخصصي جدة .